الرد الحارق على وجدي غنيم الخارجي المارق في استدلاله بقراءة حمزة ـ فيُقتلون ويَقتلون ـ على جواز العمليات الانتحارية



                    الرد الحارق على وجدي غنيم الخارجي المارق
في استدلاله بقراءة حمزة (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ)
على جواز العمليات الانتحارية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد فقد تكلمنا من قبل في خطبة مستقلة عن العمليات الانتحارية والرد على شبهات الخوارج قديما وحديثا .... في سلسلة طويلة وهى الخطبة الحادية والعشرون , ثم ظهرت شبهة جديدة لخارجيٍ مارق يُسمى وجدى غنيم .
 ولما كانت هذه الشبهة حديثة ولم نسمع بها من قبل ذلك فى جهة الاستدلال , ولما لم ينشط أحد من أهل العلم بالرد عليه ولعله لم يُلتفت إليه فان أهل العلم يعلمون الجواب الصحيح لكنهم قد لا يلتفتون إليه تحقيرا لشانه وعدم اعتبار لأمره .
 لكن لما كانت الشبهة قد تروج على العوام أو حتى طلبة العلم فلابد من الوقفة معها , فماذا قال هذا الخارجي المارق والإخواني المفتري على الله الكذب ؟!
 قال إن الله تبارك وتعالى قال { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىمِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُون َوَيُقْتَلُونَ }
 قال هذه القراءة معروفة أن هؤلاء المجاهدين يقاتلون فى سبيل الله ابتداءً فيقتلون غيرهم ثم يقتلهم الكافرون .
هذه قراءة الجمهور لا إشكال فيها ,  لكن قال قراءة سيدنا حمزة قراء هذه الآية بهذه الطريقة { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىمِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُون َوَيُقْتَلُونَ } (فيُقْتَلُونَ) أولاً (ويَقْتُلُونَ) يعنى ثانيا ..!
 وعلى عادة الإخوان اللؤماء أن يقول قراها سيدنا حمزة , والسيادة هنا أمر يُراد , لأنه يلمع هذا الإمام الذى هو سيدنا وسيد من سادات المسلمين , لكن إنما أراد أن يُعلى شأن هذه القراءة لأنه ظن أنها تخدمه في منهجه التكفيري أو أن القرآن يصلح دليلا لمنهجهم الخارجي ولم يقل سيدنا عاصم ولا بقية السادات , فاعلم هذه الطريقة من الإخوان , إذا رايته يُسود أو يلمع شخصا فاعلم أنه اراد أن يُحور قوله أو أن يستدل بقوله على باطله ولا حجة له في ذلك...!
 نعم هذه قراءة صحيحة , قرائها حمزة بن حبيب الزيات إمام أهل الكوفة فى القراءات ... (فيُقْتَلُونَ ويَقْتلون ) !
 لكننا نقول له خذ هذه أيضا معك لعلها تنفعك وتقوى حجتك ثم نرد على الشبهتين معا , نهديك هذه الهدية ونعطيك عطية , فخذ آية أخرى ضعها في جعبتك التي أفلست من السهام الصائبة .
قال تعالى{ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوامِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا }
قراءها سيدنا حمزة أيضا هكذا { فَالَّذِينَ هَاجَرُواوَأُخْرِجُوامِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا }
فقدم أنهم قُتلوا المبنى للمفعول (وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا )
هو يقول قوله (فَيَقْتُلُون َوَيُقْتَلُونَ) فدليل على أنه قتل بعدما قتل فيقتلون اولا ثم يقتلون بعد أن قتلوا والله ما لها تفسير إلا العمليات الاستشهادية.
 حلفة فاجرة ويمين غادرة , ليس لها تفسير إلا العمليات الاستشهادية . لأنه قتل اولا ثم قتل بعد أن قتل والمفجر يفجر نفسه ابتداء ثم بعد ذلك يقتل غيره تبعا بعد موته
وظن أنها معجزة وأنه أتى بما لم تأتى الاوائل , فنقول نُسدد له سهما إلى سهمه ونضع له سهما في كنانته خذ هذه أيضا معك (وَقَاتَلُواوَقُتِلُوا) لقد قراءها حمزة أيضا والكسائي وخلف العاشر (وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا) (وَقُتِلُوا)اولا (وَقَاتَلُوا)
ثم نرد على كلا الشبهتين مستعينين بالله تبارك وتعالى , وليعلم الناس خاصة طلبة العلم أن هذا ليس تأصيلا وتفصيلا لحكم العمليات الانتحارية , فقد سبق في الخطبة آنفة الذكر أن ذكرنا الشبهات القديمة والمعاصرة في مسألة تفجير النفس والحمد لله رب العالمين , إنما ردٌ جُزئٌ خاصٌ على خصوص هذه الشبهة لحداثتها أو على الأقل لأنى لم اسمع أحد استدل بها قبله .
الاولى:-  قال الله تعالى{ وَلَوْرَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِمِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِين َيَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ  } لو رددت هذا الأمر يا بن غنيم إلى أهل العلم ونظرت في تفسير أهل العلم لأغناك ذلك عن هذا الهراء الذى لم تُسبق إليه وكفى بذلك عيبا وقدحا ..نعم , لو نظرت فى كتب العلماء الذين جمعوا بين القراءات ووجهوها توجيها تفسيريا ونحويا ودلاليا وبلاغيا كما فعل أبو البركات بن الأنباري , وكما فعل على بن الفارس وكما فعل ثعلب أحمد بن يحيى تلميذ سيبويه وكما فعل أبو السعود وغيرهم من أهل العلم , لو اطلعت على آى كتاب من الكتب  التي وجهة القراءات وعُنيت بالأوجه البلاغية والإعجازية وفى القراءات والجمع بينها لكفاك ذلك عن هذا الخطل والهطل .
الوجه الثاني:-  قال الله تعالى { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَايَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلااللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ }
القرآن محكم ومتشابه
المحكم الآية التي لا تحتمل إلا معنى واحدا هذه المحكمة 
والمتشابه الآية التي تحتمل أكثر من معنى

فأهل الزيغ يعرضون عن المحكمات , ويضربونها بالمتشابهات , فيأتي للآية المحتملة فيطعن بها في الآية المحكمة , فيصير القرآن كله محتملا فيلون أعناق النصوص الى بدعتهم أما الراسخون في العلم (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )  فالمحكم من عند الله , والمتشابه من عند الله , فيردون المتشابه إلى المحكم ويفهمون المحتمل في صورة ما لا يحتمل إلا معنا واحدا فيصير القرآن كله محكما .
وخصوص موضوعنا
الآية المحكمة{ وَلاتَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّاللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } آية لا تحتمل إلا معنى واحدا النهى عن قتل الإنسان نفسه ({ وَلاتَقْتُلُواأَنْفُسَكُمْ إِنَّاللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) فهذا معنى واحد اوحد , هذا محكم لا يمكن أن يعرض عنه ولا يمكن أن يلغى
والمعنى المتشابه هي قراءة حمزة رحمه الله والكسائي وخلف العاشر أنهم قدموا في القراءة بالسند الصحيح المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ) (وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا) هذا معناه أنه يُحتمل أنهم قتلوا اولا ثم قتل بعد أن قتلوا  ,هذا محتمل , واحتمال آخر أن الآية ليس فيها ترتيب وأن الواو لا تدل على الترتيب , فدخل هنا معنيان احتملتهما الآية فأهل العلم يردون المحتمل إلى المحكم , ويقولون حتى ولو صح ذلك فنحن نقول قال الله تعالى (وَلاتَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)  فتخرج هذه الصورة واضحة محكمة , لكنهم دخلوا بالمتشابه في المحكم فافسدوا المحكم ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثالثا:- نقول له القرآن يفسر بعضه بعضا , القرآن بيان شافيا أنزله الله وقد قال تعالى آية أخرى { وَكَأَيِّن ْمِن ْنَبِيٍّ قَاتَل َمَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَاضَعُفُوا وَمَااسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }
قُراءت ( قُتِلَ َمَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ  ) قراها نافع وابن كثير والدورى عن أبى عمرو , كيف نفهم هذه فى ضوء تلك ؟!
 يعنى أن هؤلاء الذين قاتلوا مع الأنبياء و هؤلاء الربيون قُتلوا بين أيدى انبيائهم , فما فت ذلك في عضد الباقين , بل قاتلوا وما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا , كانوا في هجومهم على أعدائهم , قُتلت منهم مقتلة , فهذه المقتلة , قُتل مثلاً السادة كحمزة لما قتل في أحد , فلم يفت ذلك في عضد البقية بل قاتلوا واستبسلوا واستقتلوا فذلك في قوله تعالى في الآيات الآخر .
 إذاً فمسالة أن يقتل بعض وأن يقاتل بعض واردة حتى في الآية الأخرى  .
الوجه الرابع:- أننا نقول له, استدللت بقول الله تعالى (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ)
والواو لا تدل على الترتيب بل الواو لمطلق الجمع , كما قال ابن مالك رحمه الله
واعْطِفْ   بِوَاوٍ   سَابِقَاً   أَو   لاَحِقَاً       فِي   الحُكْمِ   أَو   مُصَاحِبَاً   مُوَافِقَا
والفاءُ  للتَّرتيبِ  باتِّصَالِ     وثُمَّ  للترتيبِ  بانفَِصالِ
 الواو ليست للترتيب , إنما هي لمطلق الجمع , يعنى قد يُعطف المتقدم على المتأخر , وقد يُعطف المتأخر على المتقدم, وقد يُعطف المتصاحبان .
 فمثلا ..مثال الاول قوله تعالى { وَلَقَدْأَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌمِنْهُم ْفَاسِقُونَ } فإبراهيم عطف على نوح وإبراهيم متأخر عن نوح,  ونوح متقدم , يعنى عطف المتقدم على المتأخر عطف اللاحق على السابق , وكذلك تستعمل الواو بالعكس وهو عطف السابق على اللاحق وهو قوله تعالى{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } فمن الذى آوحى اليه اولاً ؟! الذين من قبل النبي هو خاتمهم صلى الله عليه وسلم , لكنه جاء فى الذكر اولا (أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) فهذا لعطف السابق على اللاحق وقد تأتى لعطف المصاحب الموافق { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} فإنَّ نوحا عليه السلام  نجىَ ونجىَ أصحابه معه فى السفينة من المؤمنين نجوا في وقت واحد (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ)
فاعْطِفْ   بِوَاوٍ   سَابِقَاً   أَو   لاَحِقَاً       فِي   الحُكْمِ   أَو   مُصَاحِبَاً   مُوَافِقَاً

خامسا :- إذا قيل كذلك , يعنى الآية جاء العطف بالواو ولم يأتي بالفاء , لم يقل (فيُقْتَلُونَ فيَقْتُلُونَ) يعنى انما جاءت الواو , ليست مرتبه فاذا كان الامر كذلك فما سر هذا التقديم والتأخير على القراءتين ؟؟
 اولا : على القراءة الاولى وهى قراء الجمهور التي قرأ بها المدنيان والبصريان وابن كثير وابن عامر وغيرهم (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) يعنى على الترتيب الطبيعي , أن الإنسان يقاتل اولا فيقتل غيره ثم يقتله غيره , فهذه واضحة لا اشكال فيها ولا لبس فيعتريها .
أما القراءة الأخرى وهى حق وصدق (فيُقْتَلُونَ) يعنى اولا (ويَقْتُلُونَ) ذُكرت في الذكر اولاً , لكن عُطف عليها بالواو ,والواو لا تدل على الترتيب فما سر هذا التقديم والتأخير على قراءة حمزة ؟
الجواب عن ذلك اولا: لبيان عدم الفارق عند هؤلاء فهؤلاءالأبطال هؤلاءالشجعان لما تقدموا الى حياض الموت لم يفرقوا بين أن يكونوا قاتلين أو يكونوا مقتولين بل هجموا على عدوهم هجوم الليث على فريسته , وأما أن يقدم القتل على القتال يعنى يقتل(فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ)(وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا) فما سره؟
قالوا سره إظهار فرط الشجاعة , لأنه يحرص على الموت اولا (فيُقْتَلُونَ) لأنها هي التي حرص عليها , جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة  , فهذا الذى استقتل والذى طلب الموت ابتداءً لا أنه انتحر ولا أنه قتل نفسه بل هو حرص على الموت اولاً , فذكر أنه قُتل وهذا الذى استقتل لا يمكن أن يقف في وجهه أحد , ولا يمكن أن يهزمه , احد لأنه طلب الموت ابتداءً , فيفرُّ من أمامه ,فهؤلاء لبيان فرط شجاعتهم وطلبهم للموت أصالة وأن الشهادة هي مقصدهم . قُدِّمَ أنهم (فيُقْتَلُونَ) لأنهم حرصوا على ذلك .
سادسا:- تعال لنسلم أنه الواو للترتيب على طريقة أهل العلم في التسليم الجدلي ,حتى لو قلنا الواو للترتيب (فيُقْتَلُونَ) يعنى اولا (ويَقْتُلُونَ) ثانيا , هل معناه أنه قتل نفسه اولا ؟! هذا لا يمكن أن يُفهم !! كيف يُفهم مع قوله تعالى (وَقَاتَلُواوَقُتِلُوا)  وعلى القراءة الاخرى (وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا)  يعنى أنه يقاتل بعد أن يُقتل ؟؟؟
 هبَّ أنه قَتل , خرج السهم من يده ثم قُتل فكان مقتولا قبل أن يَقتل غيره لكن هنا الآية تقول (وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا) انه يقاتل ويُصارع ويجالد بعد الموت ؟؟
هذا لا يمكن أن يفهمه عاقل .
فنقول الترتيب هنا باعتبار الافعال لا باعتبار الفاعلين كما يقول أهل البلاغة الواو هنا للتوزيع , الواو هنا للتنويع (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ) طائفة منهم تُقتل وطائفة تَقتل العدو ويجعل  الله النصر على أيديها , وهذا شأن المعارك كما كان يقول احد الصحابة اللهم افتح علينا واجعلنى أول قتيل فيكون أول قتيل فى المعركة , فهذا شأن اتباع الرسل يُقتل منهم مقتلة ابتداء فيصبرون ولا يهنوا ولا يَفتوا ذلك فى عضدهم , فقدم  أنهم يقتلون باعتبار التوزيع بين طائفة تُقتل ابتداء وبين طائفة تَقتل انتهاء ويجعل الله النصر على يديها .
سابعا :- نقول قال الله تعالى (فيُقْتَلُونَ) ولم يقل يَقتلون أنفسهم , يعنى حتى على استدلالك (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ) هل قال يقتلوا أنفسهم ثم يقتلون عدوهم ؟ هل جرى في لغة العرب أن المنتحر يقال أنه قد قُتل ؟ إنما يُقال فلان قد انتحر أو قتل نفسه ولا يُقال في المعركة أنه فلان قُتل وفلان قُتل ثم يقال وفلان قتل نفسه أو فلان قد انتحر, ولايقال استشهد فإنما يقال هذا قتل نفسه فالله قال (فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ)  وهذا يستدل بها على أنه قتل نفسه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 وما كان لمبتدع وما  كان لخارجي مارق أن يستدل بكلام الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على تصحيح بدعته ولو أنه كلف نفسه النظر في كلام أهل العلم في سر التقديم والتأخير وفي الجمع بين القراءات لما قال هذا الكلام الذى من خلاله يطعن في قوله تعالى { وَلاتَقْتُلُواأَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَان َبِكُم ْرَحِيمًا }
إنما جعلوا القرآن عضين جعلوا القرآن مطية لأهوائهم يستدلون به على بدعتهم وعلى الانتحار.


ولو كانت حقا يا وجدى غنيم لماذا استأثرت بنفسك وهربت من اليمن ثم الى قطر ثم الى تركيا والله اعلم أين انت الان ؟
لماذا لا تحرص على الشهادة هذه؟
 لماذا تغرر الناس؟
 لماذا تداعب اولادك واحفادك وتتلذذ بهم من حولك ولا تبعثهم الى ساحات الوغاء حتى ينالوا هذه الشهادة ؟
وقد علمت أن الشهيد يشفع في  سبيعين من أهل بيته , فكيف آثارت غيرك على نفسك؟  
إنها ضلالة إنها شبهة واهية ..
نسال الله تعالى أن يجعل كيدهم فى نحرهم وأن يعريهم للعامة والخاصة إنه ولى ذلك والقادر عليه ...!
----------------------------------------------------------------------
              فضيلة الشيخ أبي طارق محمود بن محفوظ
                         وفقه الله تعالى وحفظه

                            -------------------
                           قام بالتفريغ الأخ عبد الرحيم بن سعد وفقه الله
===========================
للإستماع والمشاهدة
ـ( 
ـ[http://mahfoouz.blogspot.com.eg/2018/02/blog-post_17.html
========================================
للتحميل بصيغة الــpdf  ـ( https://up.top4top.net/downloadf-779m02tj1-pdf.html


شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق