إعراب وفوائد من سورة الفاتحة




#المجلس_الأول || الرحمن الرحيم||
صوتي ـ||https://c.top4top.net/m_869ilt4r1.mp3 ||ـ
مرئي ـ|| https://youtu.be/A4z34Yv7j0Y||ـ
#المجلس_الثاني ||من مالك يوم الدين إلى إهدنا الصراط المستقيم ||
صوتي ـ||https://f.top4top.net/m_86951fzv1.mp3||ـ
مرئي ـ|| https://youtu.be/fbN9DAoWddc||ـ
#المجلس_الثالث || صراط الذين أنعمت عليهم ||
صوتي ـ||https://b.top4top.net/m_869e95ng1.mp3 ||ـ
مرئي ـ||https://youtu.be/yyxgHRW2Zvs||ـ
تحميل الملف بصيغة الــpdf ـ||https://up.top4top.net/downloadf-1090c9kfh1-pdf.html ||ـ
#برنامج_مجالس_رمضان1439
إعراب قصار السور... فوائد نحوية، وصرفية ،وبلاغية، وتفسيرية
======================
إِعْرَابٌ وَفَوَائِدُ مِنْ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ
كَتَبَهَا
أَبُو طَارِق
مَحْمُودُ مَحْفُوظ


بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِ على محمدٍ وعلى آل محمد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت وباركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ،
وبعد:
فمع القرآن في شهر القرآن في هذه الأمسيات الليلية والمجالس الرمضانية نتناول فيها بالإعراب بعض قِصار السور مفتتحين بأم الكتاب، ثم بعد ذلك نتناول ما تيسر من هذه السور مع ذكر بعض الفوائد النحوية، والصرفية، والبلاغية، والصوتية، والفقهية، وما تيسر، فنقول بعد أعوذ بالله من السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه...
﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾  آمين.
نبدأ بإعراب الاستعاذة وعلى طريقتنا في مثل هذه المجالس أن نتناولها على جهة التيسير والتبسيط.
1.    (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم):
·       أعوذ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة .
 لماذا هو مرفوع؟
الجواب: لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم.
ولماذا بالضمة الظاهرة؟
الجواب:
لأنَّه صحيح الآخر (أعوذُ) وهو فعل مضارع، وعلامة المضارعة فيه همزة (أنيتُ)، الهمزة الزائدة (أعوذُ) وهو من عاذ، فأول الفعل العين عاذ يعوذ، وأصلها: أعْوُذ ثم حدث إعلالٌ بالنقل، فنُقلت حركة الواو إلى العين الساكنة، وسكنت الواو للتسهيل، فقيل: أعوذُ،
والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنا أي:(أعوذ أنا).
·       بالله: جارٌ ومجرور،
·        الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
·       الله: اسم الجلالة مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهر، وسيأتي مزيد بتفصيل حول اسم الجلالة،.
·        أعوذ بالله من الشيطان: (مِنْ) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب،
 لكننا لا نسكِّنه نقول: أعوذ بالله مِنَ الشيطان، ففُتحت النون هنا للتخلص من التقاء الساكنين.
·       الشيطان: اسم مجرور بمِنْ، وعلامة جره الكسرة، مِنَ الشيطانِ ،
 والشيطان؛ إما أنه مشتق من شاط يعني هلك، الشيطان المهلَك، وجاءت على وزن مبالغة وصيغة مبالغة؛ لإمعانه في إهلاك الناس فهو من شاط أي؛ هلك أو من شطن أي؛ بعُد ولعُن من البُعد فتكون النون أصلية.
·       الرجيم: صفة أو نعت مجرور بالكسرة الظاهرة أي؛ أنَّ النعت من جملة التوابع
يتبع في الإعراب الأسماء الأُول... نعتٌ وتوكيدٌ وعطفٌ وبدل
 وغرض النعت هنا: الذم فهو رجيم فعيل بمعنى مفعول،
رجيم بمعنى مرجوم مطرود من رحمة الله -تبارك وتعالى-. والله أعلم.

***

2.  ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾
الباء: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب،
اسم: اسمٌ مجرورٌ بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة (بسمِ)
 لكننا لا نرى الهمزة همزة الوصل، اسم أولها همزة وصل أو ألف وصل لكننا في (بسمِ الله الرحمن الرحيم) نجد الباء متصلة بالسين وليس هناك همزة وصل؛ لأنَّ الهمزة هنا سقطت؛ قالوا: لأنها في البسملة؛ لكثرة الاستعمال وبشرط أن تُكتب البسملة كاملة، وألا يُذكر معها المتعلق فلا أقول مثلًا: أبدأ بسم الله، أو: أقرأ بسم الله، وهكذا... فإذا كتبت البسملة كاملةً فإنها تكتب مجردة عندئذٍ من همزة الوصل.
فائدة:
 اسم قيل فيها:
1-              خمس لغات؛  اِسم، واُسم، وسِمْ، وسُم، وسُمَا (على وزن ضحى) ،
2-              وعدّها بعضهم ستاً فنظمها بقوله:
اسمٌ بضمِّ أوّلٍ و الكسرِ ........ مع همزةٍ و دونَها و القصرِ
3-             و بعضهم عدّها عشراً و نظمها في قوله:
اسم سُمٌ سمى مثلثات ......... سماةٌ عشرةٌ حكى الثقاتُ
4-             و بعضهم ثمان عشرة و نظمها في قوله:
اسم سم سمة سماء و سِمَةْ ........ سماة ثلثهن نِلْتَ المكرُمة

5-             فقال البعض بعض المعربين إن كلمة (بسم) هي من سِم يعني؛ شُبِّهت بسِم التي أصلًا ليس فيها همزة.
6-             وطبعًا همزة الوصل في اسم همزة سماعية كما قال ابن مالك -رحمه الله-:
وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ
وَاثْنَيْنِ وَامْرِئٍ وَتَأْنِيْثٍ تُبِعْ
هذه الأسماء السماعية العشرة في همزة الوصل؛ فإما أنها اسم على لغة من يجعل فيها همزة وصل أو  شُبِّهت بـ(سِم )التي ليست فيها همزة أصلًا، والله أعلم.
·      ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾:
الجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: أبدأ باسم الله، وهو على هذا يكون متقدمًا أو باسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي، فمتعلق الجار والمجرور محذوف، هذا المحذوف؛ إما أنه فعل متقدم يعني؛ أبدأ بسم الله ،أو اسمٌ متأخر يعني باسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي،
والله أعلم.
·      ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾:
الله: اسم الجلالة، اسم مضاف، ولفظ الجلالة أو اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وأصل اسم الجلالة الله( الإله) ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾[النمل:60]،
 الإله ثم إنهم حذفوا الهمزة؛ لكثرة الاستعمال فحُذفت الهمزة الإله فقيل: الله،
واسم الجلالة فيه مَيزةٌ ليست في غيره وهي أنه إذا سُبق بكسرٍ فإنه يُرقق نقول: بسم الله، وإذا لم يُسبق بكسرة؛ فإنه يُفخم نقول: قال الله،
بسم الله... فهنا ترقيق لأنَّه سُبق بكسر ، وقال الله هذا تفخيمٌ؛ لأنَّه لم يُسبق بكسر،
وبعض العرب يرققه دائمًا من حيث اللغة ليس من حيث القراءة؛ لأن القراءة سنةٌ متبعةٌ مبناها على التلقي من أفواه القرَّاء الرُّواة.
 بسم الله: اسم الله مشتقٌ -على القول الراجح- من لاهَ يعني؛ علا واحتجب،
 أو من ألِهَ يعني؛ عَبَد يعبد ،
بسم الله يعني؛ باسم الإله من أله يعني من عبد يعبد، فالله هو المعبود،
فالإله هنا: إلاه فِعال بمعنى: مفعول يعني؛ معبود، إذا كان أصل المادة من ألَه أو ألِه بمعنى عبد،
أما إذا كان من لاه يعني علا واحتجب؛ من العلو، أو من وَلِه يعني؛ تحير حبًا كما ولِه الفصيل على أمه،
 إذًا مادة الإله تدور حول العلو والاحتجاب عن الخلق ،
وتدل –أيضًا- على الألوهية والعبودية،
وتدل –أيضًا- على شدة المحبة، فالمعبود بحق هو المحبوب لذاته -تبارك وتعالى- والله أعلم.
·      ﴿الْرَّحمَنِ﴾:
صفة لاسم الجلالة مجرورة بالكسرة،
 ﴿الْرَّحمَنِ﴾ الفَعْلان، هذه من صِيغ المبالغة أو يدل على المبالغة لكنها ليست من الصِيغ المشهورة: فعالٌ أو مفعالٌ فعولٌ فعيلٌ أو فعِلٌ،
وإنما هو من الصِيغ التي سُمعت من العرب واستعملتها في المبالغة،
 وكذلك أقرها البعض وجعلها من الصِيغ القياسية ؛ فإنها تدل على الامتلاء بالصفة، ﴿الْرَّحمَنِ﴾ من الأسماء المختصة بالله -تبارك وتعالى-.
 ﴿ الْرَّحَيمِ﴾: أيضًا صفة مجرورة بالكسرة، والمادة واحدة، وهي من صيغ المبالغة أيضًا فالرحيم فعيل وهي من الصيغ القياسية المعروفة.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾: آيةٌ من الفاتحة على قول، وليست آية على قولٍ آخر، فمذهب الشافعي -رحمه الله-: أنها آية من الفاتحة ومن غيرها.
 ومذهب مالك: أنها ليست آية لا من الفاتحة ولا من غيرها إلا أنها آية في أوائل السور، أما سورة النمل في آية من السورة فهذا موضع اتفاق.
 وجمهور أهل العلم يقولون: إنها آيةٌ من الفاتحة فقط، وليست آيةً من أوائل السور، وإنما هي للفصل بين السور.
  على كل حال الفاتحة سبع آياتٍ على قول الجميع حتى من لم يعدَّ البسملة منها.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾ فبدأ باسم الجلالة ثم ثنَّى بالرحمن ثم ثلَّث بالرحيم،
اسم الجلالة(الله) هو أصل هذه الأسماء الحسنى والأسماء تبعٌ له هذا هو الترتيب.
الرحمن خاصٌ بالله، الرحيم مشترك ؛هذا رجلٌ رحيم، والرب رحيم -عز وجل- لكن الرحمن خاصٌ بالله -تبارك وتعالى- أما الله فهو أصل الأسماء الحسنى وهي له تبع (ولله الأسماء الحسنى )فانظر إلى هذا الترتيب العجيب! بدأ باسم الجلالة الأعظم الذي قيل: إنه هو الاسم الأعظم ثم ثنَّى بالمختص ثم ثلث بالمشترك. والله أعلم.
3. ﴿  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:
 ﴿الْحَمْدُ﴾: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ؛ لأنَّه صحيح الآخر،
 والألف واللام تدل على الاستغراق، وتدل على الشمول، أو تدل على الجنس.
﴿لِلَّهِ﴾ جارٌ ومجرور؛ اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
﴿لِلَّهِ﴾ أصله: للإله، وحُذفت الهمزة للتخفيف، فصارت ﴿لِلَّهِ﴾ مجرور بالكسرة الظاهرة.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الجار والمجرور متعلق بمحذوف هو الخبر يعني؛ الحمد ثابتٌ لله أو واجبٌ لله. والله أعلم.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: صفة لاسم الجلالة، والصفة تتبع الموصوف، ربِ مجرورة بالكسرة، ربِ مضاف والعالمين مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنَّه جمع مذكرٍ سالم.
﴿الْعَالَمِينَ﴾: من العِلم أم من العلامة؟
 إن قلنا: من العلم فالعالمون كل من يعلم، وكل من يعقل، وهم الملائكة والإنس والجن.
 أما إذا قلنا: من العلامة فيشمل كل الكائنات وهذا هو الأعم،
 والله رب كل الأشياء المخلوقة المربوبة.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: جملة اسمية وليست فعلية، وهذا أكمل في إثبات الحمد لله؛ لأنَّه لو قيل: (أحمد الله رب العالمين)، (أحمدُ): هذا حمدٌ لك وحدك، والمضارع يدل على التجدد والحدوث، لكن (الحمد) اسم، والاسم يدل على الثبوت والدوام،
 إذًا فالإتيان بالحمد هنا على صيغة الاسم هذا أبلغ في إثبات الحمد لله، أما لو جاء فعلًا فلم يبلغ هذا المقدار أبدًا ،
* ثم إنه مصدر حمد يحمد حمدًا، والحمد أبلغ من الشكر؛
 لأنَّ الشكر إنما يكون على النعم، والحمد يكون على السراء والضراء،
الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،
الحمد يكون بالقلب واللسان، أما الشكر فاللسان أظهر فيه، وقد يُطلق على العمل أيضًا كما قال تعالى: ﴿اعملوا آل داود شكراً﴾.
 الحمد :الألف واللام تدل على الاستغراق والشمول لكل أنواع المحامد.

 ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: فبدأ باسم الجلالة الأعظم الله، وثنَّى بالربوبية في أول سورةٍ في كتاب الله -تبارك وتعالى- لحكمةٍ بالغة؛ والراجح في الفاتحة أنها مكية.
أمُّ القُران وفي أم القرى نزلت
ما كان للخمس قبل (الحمد) من أثرِ
فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا أصحابه قط بغير  فاتحة،  فطالما وُجدت الصلاة وجدت الفاتحة فليس في الإسلام صلاةٌ بغير فاتحة، والصلاة كانت موجودة في مكة، إذًا فالفاتحة كانت موجودة في مكة، والله أعلم.
﴿ رَبِّ ﴾: رب هي  أيضًا اسم؛ إما أنها صفة مشبهة أو أنها مصدر
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فكرر الرحمن الرحيم على قول الشافعي وغيره –باعتبار البسملة منها ومن غيرها، وعلى قول الجمهور أيضًا أنَّ البسملة أيضًا آية من الفاتحة.
﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فالحمد ثابتٌ لله الذي هو رب العالمين بين (الرحمن الرحيم) في البسملة وبين (الرحمن الرحيم) فيما بعدها.
﴿الرَّحْمَنِ﴾ صفة لاسم الجلالة ،
﴿ الرَّحِيمِ﴾ صفة -أيضًا- لاسم الجلالة مجرورة بالكسرة.
 الفرق بين الرحمن والرحيم:
كِلاهما اسم لله -تبارك وتعالى- لكن الرحمن صفة ذات، والرحيم صفة فعل،
فالله موصوفٌ بالرحمة؛ لأنَّه الرحمن، وهذه الرحمة يرحم بها من يشاء من عباده فهو الرحيم إذًا فهذا هو الفرق بين الرحمن وبين الرحيم، الرحمن صاحب الرحمة الواسعة، والرحيم صاحب الرحمة الواصلة إلى خلقه؛ لأنَّها من أسماء الأفعال.
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فلماذا قدم الرحمن ؟
قدَّم الرحمن؛ لأنَّه مختص، فلا يسمى أحدٌ بالرحمن لكن قد يسمى الرجل رحيمًا، وقد وصف الله رسوله بأنه (بالمؤمنين رءوفٌ رحيم).
4.   ﴿مَالِكِ ﴾: أيضًا صفة، ﴿ يَوْمِ﴾ مضاف إليه مجرور بالكسرة، ﴿الدِّينِ﴾ مضاف إليه مجرور بالكسرة وقُرأت ﴿ملِك يوم الدين ﴾وكلاهما قراءةٌ سبعيةٌ صحيحة ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، ﴿ملِك يوم الدين﴾.
﴿مَالِكِ﴾ قيل: هي صفة لله -عز وجل-، ﴿لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ﴾،
 وقيل: هي بدل، والذين قالوا: هي بدل من لفظ الجلالة، ومنعوا أن تكون صفة، قالوا: الصفة لا بد أن تتفق مع الموصوف في التعريف والتنكير.
فأوليَنْهُ مِن وِفاقِ الأولِ
ما مِن وِفاقِ الأولِ النعتُ وَلِى
فهنا قالوا: مالك على وزن فاعل يعني؛ اسم فاعل أُضيف إلى يوم الدين، ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، وهذه إضافة غير محضة؛ كاسم الفاعل واسم المفعول فإذا أُضيف ودل على الحال والاستقبال؛ فإنه لا يفيد التعريف، والله -عز وجل- اسم الجلالة معرفة، ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ إضافة غير محضة دلت على الحال أو الاستقبال، إذًا هي نكرة، قالوا: إذًا لا تصح أن تُعرب صفة أو نعت، وإنما تُعرب بدلًا.
الراجح: أنَّ هذا -أيضًا -يفيد التعريف، وهذا قول الكوفيين  أنَّ الإضافة سواءً كانت محضة أو غير محضة إذا أُضيفت إلى معرفة اكتسبت التعريف، والله أعلم.
﴿مَالِكِ﴾ صفة أو نعت، ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ وهو يوم القيامة، يوم: مضاف،
 والدين: مضاف إليه،
 مالك: مضاف ،ويوم مضاف إليه مجرور بالكسرة،
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ و قُرئت ملِك يوم الدين،
 قالوا: الفرق بينهما: أنَّ المالك  قد لا يكون ملِكًا، أما الملك فلا بد أن يكون مالكًا،
 لذلك بعضهم رجَّح قراءة ملك يوم الدين؛ لأنَّ الملك لا بد أن يكون مالكًا، فالملك أبلغ، وأما المالك فقد يكون الرجل من عامة الناس وهو من يملك شيئًا، فالملِك أعلى من المالك،
***
وهنا نكتة ولفتة
 قالوا في ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۞ مَلِكِ النَّاسِ﴾، ولم يقل مالك !!
وليس هناك قراءة (رب الناس مالك الناس إله الناس) ليس هناك مالك الناس.
 وأُجيب عن ذلك: بأنَّ (مالك) إذا أُضيفت إلى العموم الأعم وهو (يوم الدين)، فالله مالك يوم الدين في الأعراض والأجسام والإنس والجن والملائكة والجزاء والعقاب والثواب والجنة والنار ،كلُّ يومِ الدين فالله مالكه، وإذا كان مالكًا لكل شيءٍ في يوم الدين فلا بد أن يكون ملِكًا؛ لأنَّه المالك هنا ليس مالكًا يملك شيئًا فحسب، وإنما مَلَكَ كلَ شيء فتحقق له الملك أيضاً،
فلما أُضيف (مالك) إلى العموم الأعم وهو يوم الدين بما فيه؛ صار (مالك يوم الدين) يساوي (مَلِك يوم الدين،)،
 لكن (مَلِك الناس)، الناس خاص ليس يشمل الجِن، وليس يشمل الملائكة، وليس فيه ذكر لغير الناس، لذلك لا بد هنا أن يُؤتى بالمقصود الأعظم والأكمل وهو أنه (ملِك الناس)
 لأنه لما كان ملكاً للناس استلزم ذلك أنه مالك لهم فالملك جمع الصفتين وأما المالك فإنه لا يستلزم أنه ملك لهم ؛
بينما صح ذلك في الفاتحة لأنه مالك لجميع يوم الدين وفي هذه الحالة فحسب سدت مالك مسد ملك والله أعلم.
 الدين: هنا هو الجزاء كما قلنا.
***
5.  ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ:
إِيَّاكَ : ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدَّم.
 لكن هل (إياك) كلُّها مفعولٌ به مقدم أم (إيَّا) وحدها؟
1.  الكوفيون يقولون: ﴿إِيَّاكَ﴾ كلها مفعول به مقدم.
2.   والبصريون قالوا: (إيا) مفعول به مقدم،
ثم اختلفوا في الكاف:
·      فذهب الخليل بن أحمد -رحمه الله-: إلى أن (إيا) مضاف والكاف مضاف إليه،
·       وذهب تلميذه سيبويه -رحمه الله-: إلى أنَّ الكاف حرف خطاب،
 وقال: لا يمكن أن تكون (إيا) مضاف والكاف مضاف إليه يعني ردَّ على شيخه الخليل؛ لأن عند سيبويه إنه لا يكون المضاف ضميرًا، فالضمير لا يأتي مضافًا عند سيبويه وأما عند الخليل فيجوز أن (إيَّا) مضاف رغم أنه ضمير والكاف مضاف إليه، إذًا إياك سواء قلنا: بإعراب البصريين أو بإعراب الكوفيين مفعول به مقدم،
والكاف إما أنها حرف خطاب كما عند سيبويه،
أو مضاف إليه كما عند شيخه الخليل- رحمة الله عليهم جميعًا-.

﴿ نَعْبُدُ:
فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة،
 لماذا مرفوع؟
الجواب: لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم،
 ولماذا الضمة الظاهرة؟
الجواب:  لأنه صحيح الآخِر.
ولماذا هو مضارع؟
الجواب: لأنَّه دل على الحال والاستقبال، وبُدئ بحرف من حروف المضارعة حروف (أنيت) وهي النون نعبد.
ولماذا جاء بصيغة الجمع في( نعبد )؟
الجواب: لأنَّ فيه توسلًا، فالعبد لا يثق بعبادة نفسه فهي عبادةٌ قاصرة، فتوسل إلى الله بعبادته له وعبادة الناس جميعًا لربهم ،فيقول: يا رب كلنا نعبدك ؛هذا وجه.
 الوجه الثاني: أنَّ العبادة ما ينبغي أن تُصرف لله، فكأنه قال:إن كان منا من يعبد غير الله فهذا قد تنكَّب السبيل، فالواجب على الناس جميعًا أن يعبدوا الله وحده لذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾،
 والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن،
 وأصل الكلام المعتاد: نعبدك؛ نعبد: فعل مضارع، والفاعل نحن، والكاف مفعولٌ به،
 هذا هو السياق التقليدي المعتاد في كلام الناس، لكن هنا حدث تقديم وتأخير، فقُدِّم ما حقه التأخير الذي هو المفعول به(إياك)؛ لأنَّه أصلًا نعبدك فالكاف مفعول به فتبقى ضمير متصل، وعند تقديمها تتحول إلى ضمير منفصل إياك،
 وهذا  يسميه علماء الأصوات وعلماء اللغة المعاصرون بالانزياح يعني تغيير الترتيب التقليدي، فالمفعول به جاء أولاً وخالف رتبته المعهودة وهي تأخره عن الفعل؛ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾.
فما فائدة ذلك؟ وما حكمته؟ وما المقصود منه؟
الجواب: المقصود منه التخصيص والحصر، (إيا) ضمير الجلالة يعني أنت نعبدك فـ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ يعني نعبد الله وحده، فتقديم الضمير دليل على الاختصاص يعني نعبدك وحدك لا شريك لك، ولو قال: نعبدك، لما امتنع الشرك، ولجاز: نعبدك ونعبد غيرك كما كان مشركو قريش يفعلون؛ يعبدون الله ويعبدون معه غيره ،كما في تلبيتهم :لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، فهم يعبدون الله ويعبدون معه غيره،
 لكن ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ معناها: لا إله إلا الله، والاختصاص قد يأتي بالنفي والإثبات كما في: لا إله إلا الله ،
وقد يأتي بالتقديم إياك نعبد، وكما في:( بل الله فاعبد)،
 وفي (مخلصين له الدين) بطريق التنصيص على الإخلاص،
 وكذلك تقديم الضمير في (له).والله أعلم.
***
﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾:
 الواو: حرف عطف،
 إياك: ما قيل في إياك الأولى يُقال فيها في الثانية،
﴿نَسْتَعِينُ﴾: فعل مضارع أيضًا مرفوع بالضمة الظاهرة؛ لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم، والفاعل ضمير مستتر تقديره: نحن.
هنا يُقال: العبادة كل ما أُطيع الله به بالقلب واللسان والجوارح، فالاستعانة منها فلماذا أفردها بالذكر؟ يعني؛ نعبدك ومن جملة العبادة الاستعانة نستعين بالله، فالاستعانة بالله هي أيضًا من جملة العبادة فلماذا أفردها؟
الجواب: قالوا: لأنَّ هذا من ذكر الخاص بعد العام، فالعبادة عامة، والاستعانة خاصة، فقدَّم الغاية وهي العبادة ثم ذكر الوسيلة وهي الاستعانة فلا يُعبد الله -عز وجل- إلا بالاستعانة به، إلا بمعونته، إلا بتوفيقه، كما قيل:
إِذَا لم يَكُنْ عَونٌ مِنَ اللهِ لِلفَتى
فَأَوَّلُ مَا يَقضي عَلَيهِ اجتِهَادُهُ
 فلا بد من معونة الله، ولا بد من توفيق الله فعلَّمنا ربنا -عز وجل- أن نقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
4.   ﴿اهْدِنَا﴾:
فعل دعاء جاء على صورة الأمر، والله لا يُؤمر، وإنما هو دعاء، وصيغته صيغة أمر: افعل، وأصلها: اهدينا من هدى يهدي معتل الآخر بالألف هدى يهدي معتل الآخر.
أو نقول: اهدنا فعل أمر صورته صورة أمر ؛
فعل أمر مبني أم معرب؟
·       عند الكوفيين: معرب،
·        وعند البصريين: مبني.
 فعل أمر مبني على حذف حرف العلة عند البصريين، فعل أمر مجزوم بحرف العلة عند الكوفيين؛ لأنَّ أنواع الإعراب: رفعٌ، نصبٌ، جرٌ، جزمٌ هذه أنواع الإعراب.
 أما أنواع البناء: فتحٌ، ضمٌ ،كسرٌ، سكونٌ،
(يعني عندما نقول مرفوع نقول مرفوع بالضمة وعندما نقول مبني نقول مبني على الضم وليس على الضمة فتنبه)،
فإذا قلنا على مذهب البصريين: فعل أمر مبني يكون مبنيًا على ماذا؟
الأصل: فعل الأمر يُبنى على السكون لكن إذا كان معتل الآخر يُبنى على ما يُجزم به مضارعه؛ فتُحذف الألف،
 والذين جعلوه معربًا- الكوفيون- قالوا: فعل أمر مجزوم بحذف حرف العلة.
 اهدنا وطبعًا الهمزة الأولى إنما هي همزة وصل أُتي بها للتوصل للنطق بالحرف الساكن، أصل الفعل: هدى لكن اهدي فعل لكن الهمزة همزة وصل اهدي أنت، الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت،
اهدنا : (نا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به،
اهدنا ولم يذكر نوع الهداية ليشمل الهدايتين،
 اهدنا ولم يقل: (اهدنا إلى) مع أنه هدى تتعدى بـ إلى يقال: هداه إلى صراطٍ مستقيم،
 طيب لماذا لم يتعدَّ هنا بإلى؟
الجواب: لأنَّه إذا قال: (اهده إلى أو هدى إلى) لدلَّ على هداية الدلالة والعلم فقط ،
فنحن عندما نقول- مثلًا-: اهتديت إلى الطريق الفلاني يعني؛ وصلت إلى هذا الطريق أو إلى البلد الفلاني يبقى عرفت الطريق إليه فقط، أما الهداية في داخل البلد هداية أخرى هداية التوفيق هداية العمل،
فالهداية هدايتان؛ هداية توفيق، وهداية الدلالة والإرشاد، الله -عز وجل- هدى الناس جميعًا بأن أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب هذه هداية الدلالة والإرشاد لكن هداية التوفيق كقوله ﴿فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ[البقرة:2]. تقول فقط هم أصحاب الهداية،
 طبعًا الفاتحة تضمنت معاني القرآن بسورة مركزة جدًا، لذلك جميع ما سيأتي في القرآن الكريم تفسير للفاتحة، وتفصيل لهذا التركيز العظيم فهي أم القرآن أم الكتاب وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم، وهي أعظم سورةٍ في كتاب الله –تبارك وتعالى-.
5.   ﴿ الصِّرَاطَ مفعول به ثان، (اهد) فعل، والفاعل أنت و(نا) مفعول به أول، (الصراط) مفعول به ثانِ، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ منصوب بالفتحة الظاهرة.
وأصلها: السراط بالسين وهي قراءةٌ صحيحة السراط، من سرط الطعام أصلها: أصل المادة سرط الطعام، يعني؛ ابتلعه فنفذ في جوفه بسرعة، فالسراط سُمي سراطًا؛ لأنَّ المرور على ما يسمى سراطًا -وهو الطريق الواسع- يكون سريعًا منزلقًا يعني؛ بمنتهى اليسر والسهولة،
 فقُرأت اهدنا السراط المستقيم بالسين،
 وقُرأت الصراط، والصاد منقلبة عن السين، والسين هي الأصل، فكَتَبَةُ المصحفِ كتبوها بالصاد، وكانوا يقرؤونها بالسين والصاد؛ لأنَّ القرآن بالتلقي من أفواه القراء،
 فلماذا اختاروا الصاد ولماذا لم يكتبوها بالسين؟
الجواب: قالوا: لأنَّ العرب تعرف أنَّ أصلها بالسين، فالقراءة بالسين قويت بالأصل فلم تُكتب؛ لأنه الأصل ، فالعرب يعلمون ذلك ولا تخفى عليهم،
والصاد لما كانت فرعًا عن الأصل ومعلوم أن الفرع أضعف من الأصل فاحتاجت للتقوية فقويت بالكتابة في الرسم،
 فجاء رسم المصحف بالصاد تقويةً لأمر الصاد ووكلوا السين لأصلها؛ لأنَّ أصلها أصل سرط وصرط،
 وقُرأت أيضًا بالزاي اهدنا الزراط المستقيم،
وقُرأت بتفخيم الزاي اهدنا الزراط المستقيم، وتنطق كما ينطق العوام الظراط من غير إخراج اللسان وما هي بظاء ولكنها زاي مفخمة أو زاي مشمة بالصاد،
 طبعًا من جملة الخيبة التي ابتُلي بها الناس إذا قرأ القارئ اهدنا الزراط المستقيم  يتوارى من الناس خجلاً ويقول:  الزراط ؟!!
هذا المثال أنا آثرت أن أذكره لأنه هو الفيصل بيننا وبين العرب الخلص،
 فمستحيل أن يسمع عربي فصيح  كلمة الزراط بالزاي الخالصة أو الزاي المشمَّة بالصاد الظراط اهدنا السراط الصراط أو الزراط بالزاي الخالصة أو المشمة بالصاد فيضحك.
أما نحن في زماننا فقد اشتبهت علينا الأمور  واختلطت الأمور  لدرجة أننا لا نفرق بين الفرق بين الزراط والضراط!! فإنا لله وإنا إليه راجعون، لولا القرآن لماتت اللغة العربية!!
وسُمي صراطًا؛ لأنه يسع الخلق جميعًا لم يقل (السبيل)، ولم يقل (الطريق ، كما ذكرها في مواضع أخر من كتابه -عز وجل- لأن الفاتحة هي أم الكتاب وفيها المعاني الجامعة المشتملة على غيرها ، ثم تأتي التفاصيل في بقية القرآن بعد ،
وسبحان من أنزل هذا القرآن أنزله بعلمه.
﴿ الصِّرَاطَ مفعول به، الألف واللام للتعريف، ﴿الصِّرَاطَ صفتها ﴿الْمُسْتَقِيمَ، ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صفة أو نعت منصوب بالفتحة الظاهرة؛ لأن الصفة تتبع الموصوف،
﴿الْمُسْتَقِيمَ؛ ولماذا سمي بذلك؟
الجواب: إما لأنه قويم لا اعوجاج فيه،
 وإما لأنه قائمٌ لا زوال له،
وإما هما معاً وهو الصواب.
 إذن هو موصوف بالثبات والاستقامة، وليس معناه الاستقامة فقط، بل الاعتدال وأيضًا الثبات والدوام، والله أعلم.
***
6.   ﴿صراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
  صراط بدل من الصراط بدل منصوب بالفتحة الظاهرة،
 ﴿ الَّذِينَ مضاف إليه، ﴿صِرَاطَ مضاف، ﴿الَّذِينَ مضاف إليه اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
﴿الَّذِينَ وفيها لغات عند العرب، والألف واللام في الذين ليست للتعريف، الأسماء الموصولة أصلًا معارف، فالألف واللام ليست للتعريف،
 ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ صلة الموصول، فما بعد الذين لا محل لها من الإعراب،
﴿أَنْعَمْتَ وهذا هو الفعل الثالث في السورة الكريمة (نعبد، نستعين، اهدنا) هذه أفعال في السورة أربع توافق أقسام الفعل عند النحاة
ففيها المضارع؛ لأنَّ فيها (نعبد، نستعين)،
وفيها الأمر( اهدنا) ،
وفيها الماضي (أنعمت ).
 ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
 أنعمت فعل ماضي مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل أنعمتَ،
 لكن لولا تاء الفاعل لكان مبنياً على الفتح الظاهر كما في قوله تعالى: ﴿أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ[النساء:69] أنعم مبني على الفتح، الأصل في الفعل الماضي أنه مبني على الفتح لكنه يُبنى على السكون إذا اتصلت به تاء الفاعل،
 وقيل -كما هو مذهب الكوفيين-: هو فعل ماضي على الفتح المقدر منع من ظهوره السكون العارض؛ لأنك لو قلت -في غير القرآن- أنْعَمَتَ توالت أربع فتحات، وطبعًا هذه الفتحات ثقيلة فسُكِّنت الفتحة هنا للتخفيف فاختفت الفتحة،
 إذن (أنعمت): فعل ماضي مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره السكون العارض للتخفيف أو فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل أَنْعَمْتَ والتاء ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل؛ أنعمت فعل وفاعل.
﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ جار ومجرور،
﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ على حرف جر، (عليهِ) ضمير مبني في محل جر بحرف الجر.
﴿عَلَي على آخرها ألف فلماذا تُكتب ياء؟
الجواب: لأنه عند الإضافة ترجع الياء يعني هي (علا يعلو) تُكتب بالألف كما هو الفعل الماضي علا ،
لكن في (عليهم) على التي هي حرف جر تكتب بالألف اللينة اللي تُشبه الياء؛
 لأنها عند إضافة الضمير لها ترجع إلى أصل الياء،
﴿ عَلَيْهِمْ حرف جر يدل على الاستعلاء، فما الحكمة هنا؟
الجواب: لأن نعمة الله -عز وجل- علت كل الناس، وعلت هؤلاء على وجه الخصوص؛
لأنَّ لهم نعمة خاصة!
 ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، هل الله -عز وجل- أنعم عليهم وحدهم أم أنعم على الناس جميعًا؟
الجواب: أنعم على الناس جميعًا ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم:34]،
طيب لماذا في هذا الموضع ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ،ثم يستثني غير المغضوب عليهم فيخرجهم ؟
فهل المغضوب عليهم والضالون منعم عليهم أم لا؟
الجواب: منعمٌ عليهم بنعمٍ دنيويةٍ، لكن ليس منعمًا عليهم بنعمة الهداية؛ هداية التوفيق، هداية الآخرة، الهداية الدينية هم محرومون منها،
 إذًا خُصص هؤلاء بالنعمة؛ لأنَّ المقصود بها ههناالنعمة العظمى ولا حظ فيها لكافر! ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ طبعًا هنا الضمير (عليهمْ) ساكن،
 وقُرأ بتحريك الميم ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمُ، وطبعًا فيها أوجه:
1.   ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
2.    ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهُمْ.
3.    ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمِ.
4.    ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهُمُ بلا وصل.
5.   ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمي بالوصل بمد الصلة.
6.   ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهُمو.والله أعلم.
7.   ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: كذلك.
﴿غَيْرِ﴾ بدل من الذين ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ﴾،
 والبدل يتبع المبدل منه إذًا هي مجرورة بالكسر، ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ﴾،
﴿غَيْرِ﴾ مضاف، و﴿الْمَغْضُوبِ﴾ مضاف إليه مجرور بالكسرة،
﴿الْمَغْضُوبِ﴾ اسم مفعول، الألف واللام تدل على التعريف،
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ وَلا الضَّالِّينَ﴾،
 ﴿عَلَيْهِمِ﴾، ﴿عَلَيْهُمُ﴾، ﴿عَلَيْهِمْ﴾،
  وهذه موجودة في لهجات العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، فالأصل أن القراءات القرآنية إنما جاءت على وفق ما يقرأ به العرب، لكن ليس كل ما صح في النحو أو صح في لغة العرب جاز أن يُقرأ به؛ لأنَّ القراءة أولًا وآخرًا بالتلقي، كما مر؛
فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ
وَكَانَ لِلرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
وَصَحَّ إسْنادًا هُوَ الْقُرآنُ
فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ
وحَيثُما يَخْتَلَّ رُكْنٌ أَثْبِتِ
شُذُوذَهُ لوَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ
شاذ؛ لأنَّه خالف واحدًا من الثلاثة،
إذًا ليس كل ما صح في اللغة صح أن يُقرأ به
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
المغضوب هنا اسم مفعول، واسم المفعول يأتي نيابةً عن الفعل المبني للمجهول، غُضب عليهم، ولم يذكر من الذي غضب عليهم بخلاف (أنعمت أنت) أضافه لضمير الجلالة (أنعمت أنت)، لكن المغضوب من الذي غضب؟
الجواب: هو الله غضب الله عليهم،
وسورة البقرة جاءت أول سورة بعد الفاتحة تُفسِّر وتشرح وتفصل ،
وقد سمعنا شيئًا فيها عن اليهود والنصارى المغضوب عليهم والضالين شيئًا كثيرًا كله تفسير   لـ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ وَلا الضَّالِّينَ﴾،
 ومن عادة القرآن أن ينسب الخير لله، وأن ينسب النعمة لله، وأن ينسب الشر على جهة المبني للمجهول أو ما لم يُسمَّ فاعله، كما قال تعالى على لسان الجن: ﴿وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ﴾[الجن:10] مبني للمجهول ﴿أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾[الجن:10]، فمع الرشد قال: ربهم، ومع الشر قال (أُريد)،
 والله -عز وجل- هو مقدر الخير والشر لكن نسبة الشر إلى الله لا تجوز؛
 لأنَّ الله إذا قدر شيئا من ذلك ففيه كمال الحكمة ، كمال العدل، وكمال المصلحة، فلا يُنسب إلى الله من جهة الشرية، ولا من جهة الضر، «الخير كله بيديك والشر ليس إليك».
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ وَلا﴾ الواو حرف عطف،
﴿وَلا﴾ قالوا: زائدة للتأكيد؛ لأنَّه أصل الجملة ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم والضالين)، لكن زِيدت لا للتأكيد، لتأكيد المغايرة، غير هؤلاء وغير هؤلاء، فـ(لا) هنا بمعنى غير، غير المغضوب عليهم وغير الضالين؛
 إما هي زائدة للتأكيد، وإما هي بمعنى غير، والله أعلم.

﴿ وَلا الضَّالِّينَ﴾
 طبعًا الضالون ضالٌّ  اسم فاعل، الضال: الضالل الفاعل ثم جُمعت الضالون،
 وإعرابها هنا معطوف على( المغضوبِ) مجرورة بالياء؛ لأنَّها جمع مذكر سالم .

﴿وَلا الضَّالِّينَ﴾، والجمهور يقرؤونها هكذا،
ولكن أيوب السختياني يقرأها ولا الضألين وهي قراءة شاذة،
 وهي جائزة في لغة العرب؛ لأنه الهمزة هنا للتخلص من التقاء الساكنين، والحرف المشدد أوله ساكن وهذه ساكنة فاجتمع ساكنان، فالتخلص من التقاء الساكنين يكون
إما بالمد ﴿الضَّالِّينَ﴾،كقراءة الجمهور،
 ويمكن التخلص من التقاء الساكنين بطريقةٍ أخرى منها الهمز الضألين ،
 ومنها قولهم َدَأَبة يعني؛ دابَّة هذه لغة عربية فصيحة وهي قراءة أيوب السختياني، والله أعلم.
***
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ وَلا الضَّالِّينَ﴾
 الضالون نَسَب الضلالةَ لهم فهم الضالون، والغضب لم يذكر الفاعل؛ فلماذا؟
 الجواب: لأنَّ الضلالَ فعلُ الإنسان لكن الغضب فعل غيره به،
 فلان مغضوب عليه، والله -عز وجل- هو الذي غضب عليهم لكن الملائكة أيضًا تغضب عليهم وعباد الله، وكأن الكون كله يغضب عليهم، ففيها معنى التعميم، فالجمع هنا يفيد التعميم .
نظرة ختامية
لو نظرت في سياق التناسب انظر من البداية بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الاستعانة بأسماء الله، (بسم الله) دلت على العموم؛ لأن( اسم ) مفرد أضيف  فشمل جميع أسماء الله الحسنى في مطلع القرآن الكريم، ولفظ الجلالة هو الأصل ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف:180]، فالأسماء تبعًا لهذا الاسم،
البداية تعرُّف الله -عز وجل- لخلقه من الرحمة و فيها تنبيه حكمة الداعي إلى الله أن يحبب الله إلى خلقه، فبداية التعارف والتعرف والدعوة إلى الله الرحمة،
 بسم الله أول اسم في القرآن
 الرحمن ثم الرحيم الرحمة الواسعة والرحمة الواصلة،
 والحمد الكمال المطلق لله، الحمد بالألف واللام دلت على الاستغراق وهو مصدر،
رب العالمين: الربوبية والربوبية ثلاثة أنواع أو ثلاثة أقسام:
·       القسم الأول: قدري كوني.
·       الثاني: تشريعي.
·       والثالث: جزائي.
فربوبية الله لخلقه؛ إما إنها:
* الأقدار التي يقدِّرها وأفعال الله بخلقه والأرزاق القدري الكوني،
* والتشريعي تربية الله للناس عن طريق الكتب، والرسل، والشرائع، والأوامر، والنواهي، *والجزائي الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة،
 فالربوبية ثلاثة أقسام:
·       أولاً: تربية الله لخلقه عن طريق الأكل والشرب الذي هو الطعام والقدر، الحياة والموت والأمراض  والابتلاءات كله هذا القدري الكوني وهو جزءٌ من ربوبية الله.
·       ثانيًا: التربية عن طريق التعليم، والتربية عن طريق الرسل والشرائع، والحلال والحرام، وافعل ولا تفعل في الأوامر والنواهي.
·       ثالثاً: التربية بالعقاب في الدنيا وفي الآخرة،
***
و هذه الربوبية لما دلت على الرهبة شملها الله -عز وجل- برحمة قبلها ورحمة بعدها، رب العالمين لما كان فيها هذه الربوبية ربوبية القدر الكوني والتشريعي والجزائي فيه عقاب، فالرب يُعاقب ويؤدب،
فلطَّفها الله برحمةٍ قبلها مضاعفة رحمن رحيم،
 وبرحمةٍ بعدها فربوبية الله ربوبيةُ رحمةٍ
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾،
فتعرف الله إلى خلقه، الرحمن الرحيم في البسملة، الرحمن الرحيم ،
وبعدها الحمد الحميد -عز وجل- يُحمد على كل شيء،
وبعدها صفة الرب ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾،
 سبعة من أسماء الله وصفاته في هذه البداية لكي تُحسن الدخول على الدعاء،
 وهذا هو النوع الأول من أنواع التوسل الذي هو التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته وأفعاله.
6.  النوع الثاني: التوسل بعبادتك أنت لذلك قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فقدَّم بهذه المقدمة كتمهيد وتهيئة للدعاء وصلب السورة كلها الذي هو اهدنا يعني مبنى سورة الفاتحة على (اهدنا الصراط) من أول الحمد لله رب العالمين حمدني عبدي أثنى علي عبدي مجَّدني عبدي، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل إلى آخر السورة،
 فإذًا طلب الهداية ولعبدي ما سأل فإذًا طلب الهداية لا تهجم على الدعاء مباشرةً مقدمات من الأسماء والصفات من أسماء الله التي تناسب المقام، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ العبادة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.

لو تأملت هذه السورة العظيمة لراعك أنك لا تجد فيها أمراً ولا نهياً فما الحكمة؟
 نعم ليس فيها أمر هل أَمَر الله فيها بشيء؟
أمر وجهه الله لعباده ما فيها أمر، اهدنا دعاء أنت تدعو الله لكن هل الله -عز وجل- أمر فيها بشيء؟!
الفاتحة هي أم الكتاب سُميت أم؛ لأنَّها تجمع، والأم هي الحاوية التي تحوي الولد، وجهنم أم المشركين؛ لأنَّها تحويهم ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾[القارعة:9]، فأم الكتاب تجمع كل معاني الكتاب، كل العبادة موجودة التوحيد، كل الآيات التي في سور القرآن فيها التوحيد راجعة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ التوكل على الله -عز وجل-.
الهدايات بأنواعها جميعًا في ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، وتأتي سورة البقرة بعدها لتبدأ التفصيل فمثلاً
لما تقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَفكأن سائلًا يسأل –وهذا يسمى بعلم التناسب بين الآيات والسور علاقة البقرة بالفاتحة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ فكأن قائلًا يقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ما هو الصراط المستقيم؟
 أنت قلت لي يا رب أو علمتني الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعمت عليهم،
فما هو وكيف لي به؟
فيأتي الجواب في سورة البقرة: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾!
 هو الصراط المستقيم طريق القرآن، طريق الصحابة -رضي الله عنهم-، ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾[البقرة:2]، وهنا أنعمت عليهم يعني هذه الهداية الخاصة، والنعمة الخاصة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
 لو نظرت إلى هذه الفاتحة بما فيها من هذه الأوجه الإعرابية والبلاغية تجد أنها  وبحق اشتملت على كل هذه المعاني العظيمة وغيرها الكثير وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً،
كما اشتملت أيضًا على مباحث صوتية كثيرة لا مجال لذكرها في هذه العجالة،
ومنها: أنك تلاحظ أن حرف الحاء فيها تكرر بشكل ملفت للنظر، الرحمن، الرحيم، الحمد، الحاء!! هل هناك علاقة بين الحروف وبين المعاني؟
 هذه نظرية قديمة ذكرها سيبويه، وتخصص فيها ابن جني –
ولعلنا نقف معها في المجالس القادمة،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.
==============================
|| إعراب قصار السور.. فوائد نحوية، وصرفية ،وبلاغية، وتفسيرية ||
#برنامج_مجالس_رمضان1439
-------------------------------
||إعراب وفوائد من سورة الفاتحة||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

|| إعراب وفوائد من سورة القدر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_6.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة العصر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_70.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة الفيل ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_12.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة قريش ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_14.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة الكوثر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_5.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة النصر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_79.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب و فوائد من سورة المسد ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_1.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سور القلاقل الأربعة ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/05/blog-post_28.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـفضيلة الشيخ أبي طارق محمود بن محفوظ
ـ| http://cutt.us/rVWPV
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق