إعراب وفوائد من سورة النصر



|| إعراب وفوائد من سورة النصر ||
صوتي || https://d.top4top.net/m_882dq3em1.mp3||
مرئي || https://youtu.be/_4kk-0P_A9Y||
تحميل الملف بصيغة الــpdf ـ||https://up.top4top.net/downloadf-1090gweox1-pdf.html||ـ
#برنامج_مجالس_رمضان1439
إعراب قصار السور... فوائد نحوية، وصرفية ،وبلاغية، وتفسيرية

=======================
إِعْرَابُ وَفَوَائِدُ
مِنْ
" سُورَةَ النَّصْرِ"

كَتَبَهَا
أَبُو طَارِق
مَحْمُودُ مَحْفُوظ





بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفسه....
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۞ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ۞ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾
سورة النصر وبعضهم يسميها سورة الفتح.
أولاً : مناسبتها لما قبلها وما بعدها:
 قبلها (الكافرون) وبعدها ( المسد)
ومناسبتها لِما قبلها من "سورة الكافرون":
1.   أنَّ الله -عز وجل- لما أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالبراءة الكاملة ، والمفاصلة التامة؛ من دين الكافرين، فحقق ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: ﴿لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾، وقال: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾
2.    عندئذٍ يُقال: ما جزاء من حقق ذلك؟
3.   فيجئ قول الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾.
إذًا فنصر الله، وفتح الله -عز وجل- لمن حقق البراءة من دين الكافرين!
4.   أيضًا قال الله تعالى: ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد:7]،
 فلما نصر رسول اللهِ اللهَ -عز وجل-، وحقق الإيمان والتوحيد، وتبرأ من دين المشركين جاء نصر الله فقيل: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾.
5. وأيضًا قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾[النور:55]
يعني؛ من حقق التوحيد، وحقق الإيمان، فالله -عز وجل- وعده أن يستخلفه،
وأن ينصره، وأن يمكِّن له دينه،
 فلما حقق رسول الله التوحيد في هذه السورة -إحدى سورتي الإخلاص -:
﴿لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ۞ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۞ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ ۞ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۞ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾
 عندئذٍ قيل له: قد جاء نصر الله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾!
أيضًا : مناسبتها لِما بعدها:(المسد)
 أنه من حقق هذا التوحيد الذي هو موضوع سورة البراءة من الشرك وأهله (الكافرون)؛
فله النصر والتمكين.
 فإن قيل: فمن لم يُحقق ذلك التوحيد،
 وآثر ضده من الشرك والتنديد،
فما جزاؤه؟
 قيل: الهلاك المحقق ، والتباب المؤبد، والتتبيب المؤكد: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾،
 فمن حقق التوحيد؛ فجزاؤه النصر،
 ومن لم يحققه فـتبت يداه وتب !
هذا فيما يتعلق بالتناسب بين سورة النصر وما قبلها وما بعدها.
والله تعالى أعلم.
..................................................................................
ثانياً الإعراب:
قال الله -عز وجل-: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾:
·       ﴿إِذَا﴾: أداة شرط غير جازمة، وهي ظرفٌ لِما يُستقبل من الزمان.
·       ﴿جَاءَ﴾ جاء فعل ماض مبني على الفتح الظاهر.
·       ﴿نَصْرُ﴾ فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  الظرف (إذا) هو معمولٌ لعامل، وهذا العامل هو (جاء)،
فـ (جاء) هو الذي عمل في الظرف، فالظرف في محل نصب على الظرفية في محل نصب، والذي عمل فيه النصب هو الفعل الذي بعده، (نصرُ) فاعل.
·       ﴿نَصْرُ اللَّهِ﴾ اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة،
·        (والفتح)  الواو  عطف نسق،
·        الفتح معطوفة على نصر مرفوعة بالضمة الظاهرة،
·       إذًا (إذا) أداة شرط غير جازمة فعلها (جاء) ﴿إِذَا جَاءَ﴾، جوابها: ﴿فَسَبِّحْ﴾.
·   ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ﴾ الواو حرف عطف، (رأيت) فعل ماض مبني على الفتح المقدر، التاء ضمير مبني في محل رفع فاعل ،
·       رأيت (فعل وفاعل).
﴿رَأَيْتَ النَّاسَ﴾ رأى هنا؛ إما أنها رأى البصرية أو رأى العلمية،
 رأى البصرية تتعدى لمفعولٍ واحد رأيت زيدًا، رأى محمد زيدًا.
 لكن رأى العلمية فهي تنصب مفعولين ليس مفعولًا واحدًا ،
كقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾[البقرة:167]
 فهي تنصب مفعولين.
 وعلى ذلك فرأى:
1-              لو كانت بصرية:( رأيت) فعل وفاعل، و(الناس) مفعول به.
·       ﴿يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ هذه الجملة تكون حالًا.
2-            وإذا قلنا: إنه رأى علمية؛ إذًا فالمفعول الأول الناس،
 والجملة ﴿يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ هي في محل نصب مفعول ثان،
 والمقام يحتمل الأمرين؛ فقد تكون بصرية يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت بعينك الناس يدخلون في دين الله جماعات، هذا محتمل،
 أو علمت يعني تيقنت فتكون رأى علمية.
·       ﴿يَدْخُلُونَ﴾ فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنَّه من الأفعال الخمسة،
·       وواو الجماعة فاعل،
·        والأفعال الخمسة كل فعل مضارعٍ اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ،
·       نقول: يدخلون، تدخلون، يدخلان، تدخلان، تدخلين فهذه خمسة،
·        يأكلون، تأكلون، يأكلان، تأكلان، تأكلين فهذه خمسة.
 فالأفعال الخمسة تُرفع بثبوت للنون وواو الجماعة فاعل، والجملة من الفعل والفاعل كما قلنا؛ إما أنها مفعولٌ ثانٍ على أنَّ رأى علمية،
 أو أنها في محل نصب حال على أنَّ رأى بصرية.
·       ﴿فِي دِينِ﴾ جار ومجرور.
·       ﴿دِينِ اللَّهِ﴾ مضاف إليه مجرور بالكسرة.
·       ﴿أَفْوَاجًا﴾ حال منصوب بالفتحة الظاهرة.
·       ﴿فَسَبِّحْ﴾ الفاء واقعة في جواب الشرط واقعة في جواب إذا،
·        إذا لا تجزم، لا الفعل فعل الشرط ولا جواب الشرط، وإنما هو لها فعلٌ وجواب لكن ليس في محل جزم ولا غيره.
·   ﴿فَسَبِّحْ﴾ سبِّح فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت يعود على محمد -صلى الله عليه وسلم-.
·       ﴿بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ جار ومجرور مضاف إليه، والكاف مضاف إليه.
·       ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ الواو حرف عطف، استغفر فعل أمر مبني على السكون،
·        والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت، والهاء مفعولٌ به.
·       ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ جملة تعليلية ،
·   إنه (إنَّ، واسمها) إنَّ حرف ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ﴿إِنَّهُ﴾ إنه الهاء اسمها، وجملة ﴿كَانَ تَوَّابًا﴾ كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر إنَّ، ﴿إِنَّهُ﴾ إنَّ ناسخة، الهاء اسمها، ﴿كَانَ تَوَّابًا﴾ خبرها.
·       ﴿كَانَ﴾ فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح يرفع المبتدأ وينصب الخبر ،
كما قال ابن مالك -رحمه الله-:
تَرْفَعُ كَانَ المبْتَدَا اسْمًا وَالْخبَرْ
  تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّداً عُمَرْ
كان  اسمها مستتر، كان (هو)
( توابًا): خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة،
 وكان واسمها وخبرها في محل رفع خبر إنَّ هذا ما يتعلق بالإعراب. والله أعلم.
نلاحظ أنَّ الله تعالى قال:
﴿إِذَا جَاءَ﴾ إذا ظرفٌ لِما يُستقبل من الزمان فيه معنى الشرط، لكنه يدل على التحقق لِما هو يتحقق يقينًا أو غالبًا ،
تقول: آتيك إذا طلعت الشمس، ولا يحسن أن تقول: آتيك إن طلعت الشمس؛
لأنَّ (إنْ) تكون لِما هو مشكوكٌ فيه، وقلما يقع،
 آتيك (إذا )طلعت الشمس، الشمس لا بد أنها ستطلع لذلك تقول: آتيك إذا،
فإن قلت: آتيك (إن) طلعت فلا يصح ذلك إلا في يوم يحتمل فيه عدم طلوعها لغيم!!
 (إن) طلعت فإنْ للشك، لكن( إذا) للتحقق،
 قال تعالى: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾[البقرة:230] (إنْ)؛ لأنه الأصل: هو عدم الطلاق، ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾[المائدة:6]
لكن ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ﴾[المائدة:6]  فالمؤمن لابد أن  يصلي !! فهذا محقق.
﴿فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾[الأعراف:143]!!
 نلاحظ هنا ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾  كأنه وعدٌ محقق من الله،
 هو وعد فعلًا بمناسبة السورة لِمَا قبلها وعد من الله، من حقق التوحيد جاءه النصر ولا بد.

 قال الله تعالى : ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ [الأعراف:131] لاحظ الفرق الدقيق  وتأمل كتاب الله -عز وجل-  هذا الفارق وهذا المعنى اللطيف، الذي لا يخرم عنه قيد شعرة،
﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ﴾؛ لأنَّ هذا عادة الله -عز وجل- الحسنات والخيرات «الخير كله بيديك والشر ليس إليك»،
 ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾[الأعراف:131]
 السيئة عارضة، السيئة خلاف الأصل، المصائب ليس هي الأصل أنت في حياتك أُصبت بكم مصيبة؟!
لكن نِعم الله بعدد الأنفاس كذلك قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾[الروم:36]
 الأسلوب لم يتغير في كتاب الله من أوله لآخره، (إذا ) تدل على التحقيق و(إنْ) تدل على الاحتمال المشكوك فيه .
ومعلوم أن معنى الشك باعتبار ضعف احتمال وقوع الفعل ،أو باعتبار المخاطبين ولا ينسب لله ذلك لكمال علمه تبارك وتعالى إن الله بكل شيء عليم.
والله تعالى أعلم.
...........................................................................
الفرق بين جاء وأتى:
قال الله تعالى:
 ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾[الأنعام:34].
جاء نصر الله، أتى نصر الله هل بينهما فرق؟
 لا بد أن يكون بينهما فرق؛ لأنَّ القرآن غاير بينهم مرة قال: جاء، ومرة قال: أتى!
﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾[يوسف:110]،
و قال: ﴿أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾[الأنعام:34].
وهنا قال: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾
لا بد من فرق كما ذكرنا ذلك عن بلاغة القرآن الكريم، وعن إعجازه،
 وأنه لا يمكن أن تقوم كلمةٌ مقام كلمة لتؤدي نفس الغرض،
 لكن  الشرح والتفسير يكون من باب  تقريب المعاني ،
وإلا فالتطابق الكامل، والترادف المطلق لا وجود له في كتاب الله -تبارك وتعالى-،
 لذا قيل هنا:
"المجيء يدل على ما فيه مشقة، والإتيان ما فيه سهولة"،
 جاء بمعنى أتى لكن مع فارق،
 وهو أنَّ الإتيان أسهل،
 (أتى) أسهل حتى في مخارج حروفها وجرس لفظها من (جاء)!
 لذلك قال تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾!
 سكرة الموت يناسبها المجيء!!
أيضًا قال تعالى: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾[مريم:89]
 لكن في الإتيان :﴿قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾[الشعراء:31]،
 ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[النحل:1]،
 فالإتيان لمن تدبر كتاب الله -تبارك وتعالى- كما ذكر أهل العلم يدل على مجيءٍ سهل، مجيءٍ ميسور بخلاف جاء ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾؛
لأنَّ هذه السورة جاءت في أواخر عمر دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-،
 وبالتالي سبقتها المحن، وسبقتها الجهادات الطويلة، والمشاق العظيمة،
 فجاء النصر على إثر ذلك!
فقال( إذا جاء) ولم يقل: (إذا أتى)
أما في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾[يوسف:110]، يعني متى جاء النصر ؟
بعد ما ذاقوا طعم الحنظل ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾
ومعنى: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾، ليس أنهم شكوا في الله!
 لا،
ولكن ظنوا أنَّ الله ينصرهم في الآخرة لا في الدنيا،
 ظنوا أنَّ الأمر يعني في الآخرة فقط، وأنَّ الله ينصرهم في الآخرة ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾،
لكن في قوله: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ﴾[الأنعام:34]
 الإيذاء هنا ليس كهو في ( استيئس الرسل)
 فمع استيئاس الرسل قال: ﴿جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾،
 لكن مع مجرد الإيذاء الذي هو دون ذلك،
 ولم يبلغ درجة الاستيئاس قال: ﴿أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾!!
 جاءهم مجيئًا سريعًا غير متوقع ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾.
..............................................................................
(نصر الله): النصر أُضيف إلى الله على جهة التعظيم والتفخيم،
فهو نصرٌ على خلاف العادة، من جماعةٍ قليلةٍ في بطن جزيرة العرب،
 رمتها العرب عن قوسٍ واحدة، وأهل الأرض جميعًا كفار،
 قيصر، وكِسرى والنجاشي والأمم تُحيط بالعرب جميعًا كأنها لُقمة،
 والنبي وأصحابه بين هؤلاء أيضًا في قلةٍ من العدد والعُدد،
 ثم يُبشَّرون بنصر الله -تبارك وتعالى-،
فقال: نصر الله تعظيمًا وتشريفًا لهذا النصر،
 لكن هناك في مواضع أخرى أُضيف النصر إلى الرب :
كما قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ﴾[العنكبوت:10]،
 فالنصر المضاف إلى الرب يُلاحظ فيه جانب الرحمة، جانب الرأفة، جانب اللين أنه نعمة من الرب المربي،
 لكن نصر الله هذا فيه الهيبة والجلال، اسم الله أدخله في باب الهيبة، واسم الرب أدخله في باب الرحمة، فهنا ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾ فهذا للتفخيم وللتعظيم.
.........................................................................
 ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾ هل النصر يجيء؟
نعم يجئ!
 فمجيء كل شيءٍ بحسبه ،
لكن العقول إنما تتخيل الذي يجئ هو الشاخص الإنسان الحي الحساس هو الذي يجئ ويمضي،
 يعني الأسلوب العادي الذي ليس فيه بلاغة:
 حصل نصر الله،
 إذا وقع نصر الله،
تحقق نصر الله،
وهكذا ...
 لكن (جاء ) !
هذا فيه تمثيل،
 فيه تشخيص،
فيه تجسيد،
للمعاني بالمحسوسات
 كما يُقال: استعارة مكنية يعني شبَّه النصر بإنسان يجئ ويأتي، وحذف المشبَّه به وأتى بشيءٍ من لوازمه وهو المجيء،
 فها أنت تعايش القرآن  فترى وتبصر أحياءً تتكلم عن نفسها،
 وترى مشاهد حية لا  مجرد معلومات جافة !!
 فأنت مع القرآن في حياة حقيقية كاملة !!
وفيه أيضًا من البلاغة:
 ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾  النصر يأتي لك؟
 ليس أنت تذهب إليه!!
 فيها حفاوة الله بنبيه، وتكريم الله لنبيه-عليه الصلاة والسلام- أن النصر يبحث عنك ويطلبك !!
النصر الذي يأتيك وأنت في مكانك فالنصر يسعى إليك ويقدم عليك.
فما أكرم المؤمن على ربه !
والله تعالى أعلم .
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾
الفتح بالألف واللام للعهد،
فما المقصود بالفتح هنا ؟
 في سورة أخرى وهي سورة الفتح:
 ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ۞ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ۞ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾[الفتح:3].
لاحظ الفرق...
بعض العلماء يسمي سورة النصر التي نحن بصددها يسميها الفتح أيضًا!!
 يبقى عندك سورة الفتح والفتح!
 أو الفتح والنصر.
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ فتح مكة.
 ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ في صلح الحديبية ،
هذا فتح،  وذاك فتح.
﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ قدَّم الفتح ثم ذكر النصر بعده ،
والآية التي بعدها ﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾
فقدَّم الفتح على النصر .
لكن في هذه الآية قدم النصر  ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾   ثم ذكر الفتح ﴿وَالْفَتْحُ﴾!
 فلماذا قدَّم في (سورة الفتح) الفتح على النصر، وفي (سورة النصر) النصر على الفتح؟
 لذلك ربما الأرجح في التسمية هو أن سورة الفتح هي المبدوءة بالفتح،
وسورة النصر المبدوءة بالنصر ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ ،
لكن ما هو السر؟
السر والله تعالى أعلم:
 إنه  النصر مقدمة للفتح ،
يعني؛ الجيش إذا انتصر  يحقق الفتح أولًا أم الانتصار؟
الجواب :النصر أولاً، النصر مقدمة فتتوسع في النصر، وتثبِّت أقدامك يبقى يحصل الفتح، فالنصر أولًا
صلح الحديبية كان فتحًا مبينًا بنص القرآن،
 وهو الذي مهَّد للنصر الذي ترتب عليه فتح مكة،
 ثم حدث الفتح ،
يبقى أنت عندك ثلاثة مراحل:
- مرحلة صلح الحديبية وهذا فتح جزئي لأنه مقدمه للفتح الأكبر، لكن ليس نصرًا لعدم وجود  معركة ،
-ثم يجيء فتح مكة الذي هو المعركة فيقع النصر،
 ثم يأتي الفتح ،
 إذاً صلح الحديبية فتح ثم النصر ثم الفتح هذا الترتيب الطبيعي:
 ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ هذا صلح الحديبية،
 ﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾ الذي هو فتح مكة،
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾ هو النصر والفتح المتعلق بفتح مكة ليس الحديبية،
 فسبحان من أنزل هذا القرآن تنزيلٌ من حكيمٍ حميد.
................................................................................
﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾
 الإسلام بيت فأُدخلوا فيه، ادخلوا في السلم كافة،
 وتأمل فيه وتأمل يدخلون، القرآن يعني بأسلوبه العجيب أنت تُعايش محسوسات،
 تنطق عن نفسها، وتتحدث عن نفسها ،كما ذكرنا، صور ماثلة تُمثل الحقيقة تمامًا.
﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ﴾ صورة الدخول ﴿فِي﴾ عمق؛ لأنَّهم دخلوا في السلم كافة
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾... ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ﴾
إذًا الله -عز وجل- إنما (ينصر) من (دخل في دينه) !
لفظ الجلالة مكرر:
 (نصر الله)...( دين الله )
﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾[محمد:7] فهذه إشارة أيضًا.
...........................................................................
﴿دِينِ اللَّهِ﴾ دين الله أُضيف الدين إلى الله للتعظيم،
ولم يقل دين ربك، والدين للرب يبارك وتعالى، ولله -عز وجل-،
 لكن لو قال: ورأيت الناس يدخلون في (دين ربك) لأوهم أنك دخلت في دين الله؛
لأنه نصرك!
 لأن النصر من عطاءات الربوبية كالرحمة، والإنعام،
 فإنما آمن فلان لأن ربه أكرمه ،
 أسلم لأن ربه نصره،
آمن لأن الرب رزقه ،
 أما هنا فقال ﴿ فِي دِينِ اللَّهِ﴾.
الذي يستحق أن يُعبد سواء نصرك أم لا ،
 سواء كنت في بلاء أو في نعمة،
 فيستحق العبادة لذاته.
والله تعالى أعلم.
...................................................................................
﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾
والأفواج هي الجماعات،
طيب ممكن توضع (جماعات) موضع (أفراجاً) وتؤدي نفس المعنى؟
 والجواب: كلا!
بغض النظر عن مسألة تغيير النص القرآني ،
نحن نقول : هذا لا يصلح أصلاً ،
حتى ولو جازت الرواية بالمعنى في القرآن –على التسليم الجدلي-
لماذا لا تصلح ولا تؤدي نفس الغرض؟
الجواب :
 لأن (جماعات) لا تؤدي معنى (أفواجاً)، لا تؤدي المعنى أبدًا؛
 لأنَّ الأفواج هي الجماعات الكثيرة السريعة المتلاحقة!
 ورأيت الناس يدخلون في دين الله جماعاتٍ، لا تنفع؛
 لأن الجماعات تدل على الكثرة فقط،
 لكن أفواجًا فوجٌ في إثر فوج،  هذا في إثر هذا ،
وهذه حقيقة الحال؛
 لأنَّه كان في زمن النبي –عليه الصلاة والسلام- يُسلم الرجل والرجلان والجماعة القليلة من الناس لكن في آخر عمره الشريف كانت تدخل القبائل،
 قبيلة هوازن دخلت مرة واحدة، قريش دخلت كلها مرة واحدة،
 فإذًا لا يصلح في مكان أفواج إلا أفواج،
فلو ذهب أعقل الناس وأبلغ الناس أنه يبحث عن كلمة توضع مكان كلمة لما وجد إلى ذلك سبيلاً ﴿قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض﴾!!
·       ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾
·       يعني؛ سبِّحه تسبيحًا مقترنًا بحمده،
·       فالباء للمصاحبة  ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ﴾
·       وقيل: إنها للاستعانة والآلة،
 يعني؛ سبِّح الله -عز وجل- بآلة الحمد،
 فالتسبيح لا بد أن يكون بالحمد ،
يعني؛
إذا أردت أن تنزه ربك فليكن ذلك بإثبات المحامد له؛ وهي أوصاف الكمال.
وهذه هي حقيقة التنزيه ،
لا كما زعمت الأشعرية أن التنزيه هو سلب أوصاف الكمال عن الله إذا توهمت عقولهم منها التشبيه !!
       وكل نص أوهم التشبيها
أوِّله أو فوض ورُمْ تنزيها
هذا ليس تسبيحًا وليس تنزيهًا أن تعطل، وأن تؤول، وأن تنفي، وأن تُحرِّف،
 وإنما التسبيح سبِّح بحمده ،
أثبت لله الكمالات على الوجه اللائق به هذا هو التسبيح سبِّح بحمده،
ولذلك لا نقول كما قال الأشاعرة:
وكل نص أوهم التشبيها
أوله أو فوض ورم تنزيها
وإنما نقول:
وكلُّ مـا له مِـنَ الصفاتِ
أثبتَها في مُحـكمِ الآياتِ
أو صـحَّ فيما قـاله الرسولُ
فحـقُّه التسليمُ والقبولُ
نُمِرُّهـا صريحةً كما أتتْ
مـعَ اعتقادِنا لِما له اقتضَتْ
مـن غير تَحْريفٍ ولا تعطيلِ
وغيرِ تكيِيـف ولا تمثيلِ
بل قولُنا قولُ أئمةِ الهدى
طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهم قدِ اهتدى
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾،
الأحد= تنزيه،
 الصمد= إثبات،
فلا بد أن يقترن التنزيه بالحمد بإثبات المحامد لله -عز وجل-، ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾
 ولماذا قدم التسبيح على الحمد؟
 لأنه التسبيح تخلية قبل التحلية وهذه عادة القرآن ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾
 وقلنا: الأحد من أوصاف التنزيه،
والصمد من إثبات الكمالات،
 إذاً  قدَّم الأحد على الصمد؛ لأن التنزيه يكون قبل الإثبات،
كذلك ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.
الجمع بين الحمد والتسبيح ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ تسبيح وحمد،
في بعض السور ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ تسبيح فقط
أو ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حمد فقط،،
وهنا ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾.
أقول- والله تعالى أعلم-:
لأنَّ في أول السورة ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ فهما نعمتان، المناسب لذلك التسبيح والحمد، فالتسبيح مقترنٌ بالحمد كما أنَّ النصر مقترنٌ بالفتح،
والله تعالى أعلم.
·       ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾:
﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ استغفر الله -تبارك وتعالى- ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾
 هذا فيه احتباك ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾
 لكن هنا: ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾
 الجملة فيها حذف يعني: [واستغفره إنه كان غفاراً، وتب إليه إنه كان تواباً]
والاحتِباك في البلاغة:
 هو أن يَجتمع في الكلام متقابِلان، ويُحذف من كلِّ واحدٍ منهما مُقابِلُه؛ لدلالة الآخَر عليه، وهو من ألطَفِ أنواع البديع وأبدَعِها،
 وقد يُسَمَّى حذْفَ المقابل،
 وهو أن يُحذف من الأول ما أُثبت نظيرُه في الثاني،
 ومن الثاني ما أُثبت نظيرُه في الأول،
كقوله: عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءًا بَارِدَا .....
أي :علفتها تبنًا، وسقيتُها ماء باردًا ،
فحذف (سقيتها) لدلالة (علفتها) عليها
وسمي احتباكاً من الحبك وهو: الإتقان والتحسين والإحكام
قال السيوطي في ألفية البلاغة:
قُلْتُ وَمِنْهُ الاحْتِبَاكُ يُخْتَصَرْ          مِنْ شِقَّيِ الجُمْلَةِ ضِدَّ مَا ذُكِرْ
وَهْوُ لَطِيفٌ رَاقٍ لِلْمُقْتَبِسِ              بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الأَنْدَلُسِي
﴿وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ يعني: [واستغفره إنه كان غفاراً، وتب إليه إنه كان تواباً]
والله تعالى أعلم.
 وفي الاستغفار أنه الاستغفار النافع هو الاستغفار المقترن بتوبة وليس استغفار اللسان فقط؛ لأنه التوبة هي التي فيها الندم،
والاستغفار قد يكون بغير ندم،
 فالاستغفار النافع هو ما كان مقترنًا بالتوبة.
سبحانك اللهم وبحمدك،
 نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك والله
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
وكتبه أبو طارق محمود محفوظ
عفا الله عنه وأهله والمسلمين
آمين.
================================
|| إعراب قصار السور.. فوائد نحوية، وصرفية ،وبلاغية، وتفسيرية ||
#برنامج_مجالس_رمضان1439
-------------------------------
||إعراب وفوائد من سورة الفاتحة||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

|| إعراب وفوائد من سورة القدر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_6.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة العصر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_70.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة الفيل ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_12.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة قريش ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_14.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة الكوثر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_5.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سورة النصر ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_79.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب و فوائد من سورة المسد ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/06/blog-post_1.html|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|| إعراب وفوائد من سور القلاقل الأربعة ||
|http://mahfoouz.blogspot.com/2018/05/blog-post_28.html|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـفضيلة الشيخ أبي طارق محمود بن محفوظ
ـ| http://cutt.us/rVWPV
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق