تجريد اليماني لنحر ياسين التهامي..



تجريد اليماني
لنحر ياسين التهامي..

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول اللهﷺ :
أما بعد -
فقد قال ربنا -عز وجل-   وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)، وقال تعالى :(وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)، وقال- عز مِن قائل- :(وذكرهم بأيام الله ).
وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
ومن منطلق منهج أهل السنة والجماعة في فضح المبتدعة، وبيان حالهم، وكشف عوارهم، والتشريد بهم والتنكيل بهم وبمن انحاش إليهم، أو كره الكلام فيهم، نستعين بالله العظيم وبوجهه الكريم، على كشف حال المبتدع الأثيم، والحلولي الخطير، المسمى بـ(بلبل الصعيد) و(أمير المداحين) الذي يقول بوحدة الوجود، والذي فتن الشباب والشيب، والذي رفع لواء الزندقة والحلولية، والذي راجت فتنته على الجهال، وفتن به النساء والرجال، خفي حاله على من ضعف علمه بالإسلام، وفرط في طلب العلم الشرعي، حتى أورد نفسه الموارد، فصار يدندن ويتشدق بعبارات هي الكفر بعينه، وينشد أناشيد وأشعاراً هي الشرك برأسه، يسب ربه ويشتم إلهه وهو يحسب أنه يمدح إلهه ويمجد ربه!
لماذا ياسين التهامي؟
لعظم جريمته، وقبح جريرته، فهو القائل بوحدة الوجود، وهو الذي يدندن حولها ويدعو إليها، في ثوب محبة آل البيت، يتستر بذلك ليروج أمره على الناس، ويفتخر بانتسابه لأئمة الزندقة وشيوخ الضلال، الذين قتلتهم الأمة، وكفرهم الأئمة، كالحلاج، وابن عربي، وابن الفارض،
......................... وغيرهم من أهل الارتياب
جميعـــــــــــــــــهم قد غالط الجهالا وأظــــهر البدعـــــــــــة والضلالا
وعد ذاك شرعة ودينًـــــــــــــــــــــــــــــــــا فمنهمُ لله قد بَرينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
تمجيده للقبورية، وإشادته بالوثنية؛ في قالب محبة الصالحين،
فتنته سرت إلى شباب الأمة، وأضلت العوام إلا من رحم ربك.
فضلًا عن بدعه وموالده، أما غناءه وموسيقاه فلن نقف عندها أصلًا، لن نقف عند ما قيل عن مجونه وخلاعته، لن نقف عند تصابيه وانحلاله، لن نقف عند ما يشرب ويعاقر عنده من المحرمات، لن نقف عند هذه الموبقات، بل قد لا نقف عند صوفيته، وليس ذلك لتقليل من شأن هذه الموبقات، ولكن لأن العمر قصير، ولأن شأن الرجل حقير، وتكفي الإشارة لمن أراد الهداية .
ياسين التهامي من هو؟
هذا الرجل يسمى: ياسين التهامي حسنين. تاريخ الميلاد: 7 ديسمبر 1949م .
يعني أنه قد جاوز الستين، هذه السن التي قال فيها -صلى الله عليه وسلم-: (إذا بلغ الرجل من أمتي ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر) وهو في صحيح الجامع.
أما في السلسلة الصحيحة فيقول -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا بلغ الله العبد ستين سنة فقد أعذر إليه وأبلغ إليه في العمر ).
المحافظة: محافظة أسيوط - مركز منفلوط - قرية الحواتكة .
ترك تعليمه بالأزهر في الصف الثاني الثانوي ولم يكمل دراسته، فهو طالب فاشل، طالب أزهري فاشل، فضلًا عن كونه أزهريًا (يدرس الأشعرية والماتريدية والصوفية تحت مسمى أهل السنة والجماعة!) فهو فاشل أيضًا!
بدأ حياته بالإنشاد الصوفي في الموالد والحفلات، التي تأثر بها تأثرًا عميقًا وذلك من خلال ليالي الذكر الصوفي التي كان يقيمها والده (الشيخ التهامي حسانين)، وكان هو الآخر شيخ طريقة بقرية الحواتكة بمنفلوط!
وهذه القرية نشأ فيها (ياسين) في بيئة صوفية حتى النخاع، قرية الحواتكة بها العديد من الأضرحة والقبور التي تزار وتسفح عندها العبرات، وتصرف لغير الله العبادات، وتقوم على أعتابها الصلوات، وتستدفع بها الملمات، وتستقضى عندها الحاجات .
أعادوا بها معنى سواع ومثله يغوث وودٍ بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم نحروا في سوحها من نحيرةٍ أهلت لغير الله جهرًا على عمد
بعد أن ترك تعليمه بدأ مرحلة (الضياع!)، فخلال هذه الفترة انقطع لمدة عامين كاملين متأملًا ومنقطعًا لقراءة أشعار الصوفية الكبار، كعمر بن الفارض، والحلاج، والسهروردي المقتول، ومحيي الدين ابن عربي، وعبد الكريم الجيلي، وغيرهم من أقطاب الصوفية وشيوخ الضلالة،فشرب منها حتى الثمالة.
كما ترى الأمر يظهر من البداية كما يقال (الكتاب يظهر من عنوانه)!
فبئس الكتاب وبئس العنوان.
سطع نجمه في صعيد مصر في منتصف السبعينيات في الأوساط العامية والصوفية، وصار يلقبه المفتونون بألقاب شتى، فهو (أمير المداحين)!!
والنبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه أنه قال: (إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ) رواه مسلم .
ويلقبونه (ببلبل الصعيد) إلى غير ذلك.
ذاع صيته في ربوع مصر وفي العالم كله، وسافر وأنشد في بلاد النصارى، وفي كنائس انجلترا وفي فرنسا، وفاز بجوائز عالمية في الغناء الصوفي والشعبي والشرقي.
واهتم به المستشرقون عناية فائقة، فهذا هو الباحث الأمريكي (مايكل كريشنكوف) يخصص له دراسة مستقلة كاملة عن أدائه الصوتي، يخصص دراسة كاملة عن هذا الصوفي المنشد،فلماذا؟؟
وكذلك المستشرق الألماني (كولن) يفرد له قسمًا مستقلًا في كتابه عن الموسيقى الشرقية باعتباره مرتجلًا لنغم صوفي جديد.
وعناية المستشرقين به تدل على أن الأمر مريب، وأن الأمر يحاك في الظلام، لأن المستشرقين لا يهتمون دائمًا وأبدًا إلا بالشخصيات القلقة في التاريخ الإسلامي، وإلا إذا أرادوا من وراء ذلك هدم الإسلام على رؤوس أهله .
أجريت معه بعض اللقاءات الصحفية، فسئل:
هل أنشدت لعمر بن الفارض بعد رؤيته في المنام كما يقول البعض؟
فأجاب قائلًا : إن انتمائي لابن الفارض -[وسوف تعلم من قصص كما سيأتي من ترجمة ابن الفارض في غير هذا المجلس ترجمة الحلاج وابن الفارض وابن عربي ومذهب وحدة الوجود ما تعلم يقينًا أن هؤلاء من أهل الزندقة والانحلال الذين قتلتهم الأمة وكفرهم الأئمة]- يقول: (إن انتمائي لابن الفارض انتماء فطري)!
[ولسنا ندري أي فطرة هذه! فقد علمنا أن الله فطر الناس على التوحيد، لا على الوثنية ولا على الزندقية].
لكنه يقول: (انتمائي لابن الفارض انتماء فطري وليس انتماءً مناميًا، أقول لك وعليك أن تصدق؛ أنا أشاهد الصوفية القدامى وأنا أنشد)!!
[قلت: هو يشاهدهم يعني رأي العين يراهم وهو ينشد لهم، وهذا ليس غريبًا فإن الشياطين تتمثل بهم (وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون) وهذا ليس ببدع من الأمر، فالشيطان يتمثل له في صورة من أضله الله به].
يقول:(أنا أشاهد المتصوفة القدامى وأنا أنشد، شاهدت الحلاج في حفلة المعهد العربي بباريس وأنا أنشد قصيدته (لبيك) شاهدته في المقاعد الأولى )
[الحلاج أتاه من القرن الرابع الهجري ليشاهد ويستمع إلى هذا المداح الحلولي المخرف!].
قال: (وأشاهد ابن الفارض في موالد مصر ولمشاهدتي إياهم دائمًا وأبدًا فأنا أتمنى أن أنشد في عتباتهم وأضرحتهم. ألم أقل لك إنني أتمنى أن أنشد في العتبات المقدسة بالعراق؟) .
وقال: (أنشدت في كنائس انجلترا )
[وانظر إلى العجب، اهتمام الكنائس به، وإنشاده في الكنائس .
وهو ينشد ماذا ؟
ينشد هذه الغراميات والعشقيات والكفريات والشركيات وغير ذلك من الضلالات.
في محبة من ؟
في محبة إلههم الصوفي !]
يقول: (أنشدت في كنائس انجلترا، وكنت أرى الأسياد ومن أدين لهم بالفضل، سيدي الحلاج وسيدي ابن عربي وسيدي ابن الفارض كنت أراهم بعين قلبي)!!
قلت: وهذه رؤيا أخرى غير الرؤية الأولى، فتارة رؤيا بصرية، وتارة رؤيا قلبية، وأخرى منامية، يقول: (كنت أراهم بعين قلبي يرمقونني) يعني ينظرون إلي (ودائمًا أراهم حين أنشد أي قصيدة لهم).
وإذا عرفنا حقيقة هؤلاء -كما سيأتي في الدروس القادمة إن شاء الله- علمنا حال هذا الرجل، الذي يدين لهم بالفضل، ويدندن لهم وينشد، حتى صارت شوارعنا وبيوتنا، بل والجوالات الآن صارت توضع فيها هذه النغمات الفاسقة، والعبارات المارقة.
والعجب أن الذين يضعونها هم الذين يحبون أن يتقربوا إلى الله زلفى، فلا يضع الموسيقى ولا يضع الغناء العادي، وإنما يضع ذكرًا صوفيًا من فم ياسين التهامي!
ينشد لابن عربي قائلاً :
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
فأصبح قلبي قابلًا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبــــــــــــــــــــــــــــــــان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قــــــــــــــــــــــرآن
وحدة الوجود: يعني الخالق هو عين المخلوق، والمخلوق هو عين الخالق، فإن شئت فقل ربًا وإن شئت فقل عبدًا .
يعتقدون أن الله -عز وجل- سرى في الكون سريان الروح في البدن، وما هذه الأفراد والمخلوقات والكائنات من الملائكة، ومن العلويات إلى الشياطين، والسفليات إلى الإنسان وإلى الحيوانات، حتى الديدان، ما هي إلا مجالي لتعينات الذات الإلهية!!- تعالى الله عن قول هؤلاء المجرمين-.
فالله عندهم معنى من المعاني، معنى مجرد فقط يقوم في الأذهان لا وجود له، كان في عماية تامة فأحب أن يعرف نفسه -ويسمونها مرحلة العماء- فسرى في الكون، فاتحد الكون بالمكون، والخالق بالمخلوق.
فالرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف؟!
قال ابن عربي:
فإنا أعبدٌ حقاً وإن الله مولانا
وإنا عينه فاعلم إذا ما قلت إنسانا
فلا تحجب بإنسانٍ فقد أعطاك برهانا
فكن حقاً(!!) وكن خلقاً تكن بالله رحماناً(!!)
وقال قائلهم:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة
هذا يُنشَد، وهذا يُدَنْدَن به، نعم يدندن به، لكن إذا سألت عن المعنى يقال لك: أنت صغير وهذه المعاني معاني جليلة وعظيمة، لا يمكن أن تفهمها.
يدندن بالكفر الصريح، والشرك البواح -كما حكى الشيخ عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله- عن تجربته مع بعضهم وهو صغير،حيث سمع المنشد ينشد: (ولي صنم في الدير أعبده )!!
فإذا قال: ما الصنم؟ وكيف تعبده؟ قيل له: أنت صغير لا تفهم هذه الرموز.
لغة الرموز هي لغة هؤلاء، لما خشوا من سيوف أهل التوحيد تستروا بالتأويل، فأتوا بعبارات ظاهرها الحب والعشق والرمز، وباطنها الكفر المحض ، وما ظهر منه تذرعوا فيه بـ(التأويل) وتستروا بـ(المجاز )كالذين من قبلهم.
ويقول: لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
أيام كنت مسلماً موحداً- أوالي وأعادي على العقيدة والتوحيد أتبرأ من الشرك المشركين- أنكر صاحبي إذا لم يكن على الإسلام، فهذا أكفره، وقد أقاتله، وأحاربه، كنت كذلك قديمًا أيام كنت في الضلالة أهيم!! أما اليوم فقد أصبح قلبي قابلًا كل صورة، لقد انكشف لي السر،وزاح عني الغطاء، وعلمت أن الأمر وحدة واحدة، وحقيقة واحدة، وجهان لعملة واحدة، فأصبح قلبي قابلًا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت للأوثان، وكعبة للطائفين وألواح للتوراة، ومصاحف للقرآن، كل ذلك صحيح فليس على وجه الأرض كافر، وليس على وجه الأرض مشرك، فـ(النصارى) يعبدون ما ظهر لهم من مجالي الأسماء الحسنى، و(اليهود) عبدوا ما ظهر لهم من ذلك، و(بنو إسرائيل) عبدوا العجل -وما العجل إلا صورة وتعين إلهي!-تعالى الله وجل الله-.
وكذلك (فرعون!) ما عبد غير الله، وكذلك (إبليس!!) ما عبد غير الله، كما يقول ابن عربي: (فأستاذَيَّ وصاحبيَّ إبليس وفرعون)، وقال عن فرعون: (فقبض طاهرًا مطهرًا)!! ويفتخر بذلك؛ لماذا؟ لأنه ما عبد غير الله!
(كفار قريش) عند هؤلاء موحدون، لأنهم ما عبدوا غير الله، لكنهم يلامون-فقط- على الحصر، لِم َحصرتم العبادة في الأصنام ؟ هذا هو وجه النقد .لم حصرت العبادة في الأصنام؟
وفي (فصوص الحكم لابن عربي) وهو يتهم نبي الله نوحاً- عليه السلام- بأنه في دعوته كان (ماكرًا!!) وأن هؤلاء الكفار فهِموه، وأجابوا عليه بمكر آخر، فلما دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام؛ وهذا عين المكر -في زعمهم-، لماذا تنهانا عن عبادة تعينات إلهية، ومجالي إلهية؟ ومظاهر إلهية؟ دعنا نعبد الكل فإنك إن نهيتنا عن عبادة [ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر] فنحن نخسر من الإلهية بقدر ما تركنا من هذه الصور! فتواصوا بينهم على طريقته في المكر قائلين:( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا ).
فنقول له: وماذا تقول في قوله –تعالى-: (وقد أضلوا كثيرًا) ؟
يقول: قد أضلوا كثيرًا يعني: في باب الحيرة! والحيرة: هي الوله، والوله: هو غاية الحب في الله!كما قيل: زدني فيك تحيرًا، يعني: غرقوا في بحار الحب!!
وماذا عن الغرق الذي في آخرها؛ (فأغرقناهم)؟!
قالوا: أغرقناهم: يعني فتحنا عليهم، وكشفنا لهم أبواب الخير كله!!
والعذاب ؟
يقول: العذاب من العذوبة !!
والريح؟
الريح من الراحة ، فهؤلاء من أنقى الخلق ومن أتقى الخلق عند هذا الكافر،
والذي كفره هم معاصروه كما في كتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي.
فيقول ابن عربي:
فأصبح قلبي قابلًا كل صورة فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان
وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني .
هذا هو دينه، دين الحب .
فصل
وياسين التهامي هو الذي ينشد-أيضًا كما هو على نغمات المحمول-:
يا ملهمي من أنت تعرف من أنا أنا فيك أحيا منذ بدئك كانا
إن كنت أنت فإنني أنت الذي أعني وأقصـد بالنـدا إيانـا
يعني كأنه يناجي ربه قائلًا : يا ملهمي من أنت؟
كيف أناجيك وكيف أناديك وأنا أنت وأنت أنا؟
أنت تعرف من أنا،أنا فيك أحيا منذ بدئك كانا،
يعني:ما كان واحداً ثم حل فيه الآخر الذي هو مذهب الحلول والاتحاد الجزئي!
هو لا يقول بذلك-أنه كان ثم شيئان ثم دخل أحدهما بالآخر!
كان خالق ثم دخل في المخلوق، لا، هذا مذهب آخر، ولون آخر من الكفر، يسمى الحلول والاتحاد.
أما كفره هو فأعتق وأعمق ما هو كفره ؟
الوحدة المطلقة، وحدة الوجود، هو واحد أصلًا منذ البداية!
أنا فيك أحيا منذ بدئك كانا..... إن كنت أنت فإنني أنت
أنت الذي أعني وأقصد بالندا إيانا ، أنت الذي أعني لكن طالما أنت-أنا-فإذا ناديتك فإنني أنادي المجموع أنا وأنت وما ثم مجموع وإنما هو واحد حق وخلق!!
فصل
و ياسين التهامي هو الذي ينشد أيضًا:
ما هو إلا أننا روح واحد تداولها جسمـان وهو عجيـــــــبُ
كشخص له اسمان والذات واحدة بأي تنادي الذات فهي تجيبُ
ويقول أيضاً:
فذاتي لها ذات واسمي اسمها
ولسنا على التحقيق ذاتين لواحد ولكنه نفس المحب حبيب
-إياك أن تعتقد أنهما ذاتان -
كما قال قائلهم:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
الذي أحبه وهذا من باب التستر يعني يوهمك أنه يخاطب محبوبته أو معشوقته يخاطب امرأة وهو يخاطب الله عز وجل وإنما خشية من السيف فيتستر بهذا التأويل
....................... نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته أبصرتني! وإذا أبصرتني أبصرتنا!!
وقال أيضاً:
ولسنا علىالتحقيق ذاتين لواحد ولكنه نفس المحب حبيب !
هو نفسه نفس المحب حبيب أنا أعلم أن كثيرًا من الناس يدندن بهذا الكلام ويتقرب به إلى الله وهو يتفوه بالشرك الأكبر وبالكفر الأعظم وهو لا يعلم.
ويقول:
أنا فيكم لكن خفي عنكم أرواحكم بيدي وتحت ضماني
أنا أنتم لا فرق بيني وبينكم والحب يجمع ملتقى الجمعان
هكذا يقول ياسين التهامي، يتبنى مذهب وحدة الوجود.
وللتعريف بمذهب وحدة الوجود بصفة مختصرة، من الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة:
(وحدة الوجود مذهب فلسلفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة وأن الله هو الوجود الحق ويعتبرونه تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا صورة هذا العالم المخلوق أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون له وجود قائم بذاته )
قال أصحاب هذه الموسوعة:
( ونحن نوضح هذا المذهب لأن آثاره وبعض أفكاره لا زالت مبثوثة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم الإسلامي وفي أناشيدهم وأذكارهم والمذهب كما سنرى موجود في الفكر النصراني واليهودي أيضًا وقد تأثر المنادون بهذا الفكر من أمثال ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الأصل ومنها المذهب المانوي والمذهب الزرادشتي وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين)
ثم ذكر التأسيس وأبرز الشخصيات وأهم الآراء فذكر ابن عربي وعرف به تعريفًا وذكر له بعض الأبيات منها قوله وهو يقول مبينا وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات :
يا خالق الأشياء في نفسه أنت لما تخلق جامع
[نظر إلى الكفر!]
تخلق مالا ينتهي كونه فيك فأنت الضيق الواسع
ويقول أيضًا :
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقًا بذاك الوجه فاذدكروا
فالحق خلق يعني المعنى الإلهي للخلق، فالحق خلق باعتبار الصورة، بهذا الوجه فاعتبروا ،وليس خلقًا، يعني باعتبار ما فيه من ألوهية!،وهذه عقيدة النصارى اللاهوت والناسوت !
الناسوت: الجزء البشري المادي،واللاهوت: الجزء الإلهي، وهذا طبعًا على مذهب الحلول والاتحاد، حلول اللاهوت في الناسوت.
فيقول:
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقًا بهذا الوجه فاذدكروا
جمعٌ وفرقٌ فإن العين واحدةٌ وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
ثم ذكر ابن الفارض، وذكر التلمساني وذكر بعض الكفرة من المعاصرين، مثل برونو وهو مفكر إيطالي درس الفلسفة واللاهوت في أحد الأديرة الدينية إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة، فرمي بالزندقة وفر من إيطاليا، وتنقل طريدَا في البلدان الأوروبية وبعد عودته إلى إيطاليا وشي به إلى محاكم التفتيش فحكم عليه بالموت حرقًا .
يعني مذهب وحدة الوجود هو كفر في جميع الأديان، يعنى حتى النصرانية المحرفة الكافرة، وكذلك اليهودية المحرفة الكافرة يكفرون أيضًا من كان من بينهم يعتقد ذلك، لأنه ليس عندهم ثم فرق بين خالق ومخلوق، لا يفصلون بينهما أبدًا، فهذا برونو الإيطالي وباروخ اشبينوزا اليهودي فيلسوف هولندي يهودي.
وذكروا من ترجمته ما ذكروا وذكر أقوالًا له منها :
(ما في الوجود إلا الله، فالله هو الوجود الحق ولا وجود معه يماثله لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان) .
ثم ذكروا أيضًا عمن قالوا بفكرة وحدة الوجود من فلاسفة قدماء مثل الفيلسوف اليوناني هيرقليطس يقول:
( الله – تعالى الله عن قوله- نهار وليل صيف وشتاء وفرة وقلة جامد وسائل فهو كالنار المعطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها ) وقال بذلك الهندوسية الهندية إن الكون كله ليس إلا ظهورًا للوجود الحقيقي والروح الإنسانية جزء من الروح العليا وهي كالآلهة سرمدية غير مخلوقة وفي القرن السابع الهجري قال ابن عربي بفكرة وحدة الوجود وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي اشبينوزا الذي سبق ذكره ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عربي الأندلسي في وحدة الوجود، عن طريق الفيلسوف اليهودي الأندلسي ابن ميمون، ولقد أعجب اشبينوزا بأفكار برونو الإيطالي الذي مات حرقًا على يد محاكم التفتيش، وخاصة تلك الأفكار التي تتعلق بوحدة الوجود، وفي القرن التاسع عشر الميلادي نجد أن مقولة وحدة الوجود قد عادت تتردد على ألسنة بعض الشعراء الغربيين مثل برت شيلي فالله سبحانه وتعالى في رأيه تعالى عن ذلك هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل جميل باسم وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل، وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي في ظلمات الليل، الله عندهم هو هذه الوردة اليانعة التي تتفتح وكأنها ابتسامات شفاء جميلة إنه الجمال أينما وجد ، وهذا يذكرنا بقول ابن عربي :
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
وهكذا فإن لمذهب وحدة الوجود أنصار في أمكنة وأزمنة مختلفة )
طبعًا موقف الإسلام من هذا واضح جدًا وضوح الشمس، فإن الإسلام يقرر أن الرب رب وأن العبد عبد .
شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- وهو يتكلم عن أصحاب وحدة الوجود:
(إنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجودًا مباينًا -يعني منفصلًا- عن وجود المخلوق وهذا هو جامع كل شر في العالم، وهذا هو مبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجودًا مباينًا لوجود المخلوق، وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئًا، ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئًا، ومن كلام القرامطة والباطنية شيئًا، فيطوفون على أبواب المذاهب، ويفوزون بأخس المطالب، ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة ) إن هذا المذهب الفلسفي مذهب لا ديني جوهره نفي الذات الإلهية )
وهذا كلام أصحاب الموسوعة (حيث يوَحِّد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة على نحو ما ذهب إليه الهندوس، أخذًا من فكرة يونانية قديمة، وانتقل إلى بعض الغلاة المتصوفة كابن عربي وغيره وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في الإسلام فالله سبحانه وتعالى منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها فالله عز وجل هو القدوس وهو الصمد وهو الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد) فهذه عقيدة التهامي من ألفاظه وكلماته فهل من مدكر ؟
فهل أنتم منتهون ؟ ولأشرطته وصوتياته هاجرون ؟ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد يا رب العالمين! وصلى الله على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين .
........................................
تأليف أبي طارق _فضيلة الشيخ / محمود بن محفوظ..

http://www.mahfoouz.com/play-836.html )
_____________________
___________
#abou゚moaz

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

10 التعليقات:

  1. والله ان البهائم تفهم أكثر منكم

    ردحذف
    الردود
    1. البهيم اللي هو انتا عارف يا بهيم البهيمه سميت بهذا الاسم ليه لانها لا تتكلم لغه ولا تعقلها زي ما انتا مش قادر تفهم كلام سيدك الشيخ

      حذف
  2. محدش قالك كس أمك أنت هباد كبير والله لو حد فيكم فكر يهوب ناحيته أصغر عيل فى الصعيد هيطلعه حامل يا دواعش يا عباد محمد أبن عبدالوهاب البهيمة الكبيرة بتاعتكم

    ردحذف
    الردود
    1. جزاكم الله خيراً

      حذف
    2. سيدك شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب عالم من علماء المسلمين ليس إلا مهواش مرشد جماعه والبهيمه هوا اللي يشاهد الحق بس مشغول بالبرسيم واصغر عيل في الصعيد خليه يسلم هليك وربنا يهدي الشيخ ياسين يا جحش

      حذف
  3. والدواعش بيشوهو الدين زيكو يا بهايم

    ردحذف
  4. جزاكم الله خيرا أخي الكريم وبارك الله فيك

    ردحذف