( كلمة حول المُقاطعة )

( كلمة حول المُقاطعة )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله
وبعد:
أصدرت جماعة ( الإخوان المفلسين )الضالة "ورقة " بعنوان "المقاطعة واجب إسلامي !" وذكرت أن الأدلة على ذلك هي :
1- عقيدة الولاء والبراء . 2- ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
3- أنها نوع من الجهاد . 4- أن لها جوانب إيمانية وتربوية .
واستأنست بفتوى الشيخ "الجبرين" [ وختمت ورقتها بعبارة :"قاطع عدوك وانصر نبيك"]
وللرد على هذا التلبيس على الناس نقول وبالله نستعين :
أولا : لا ينكر أحد فائدة المقاطعة الاقتصادية بالضوابط الشرعية إذا أقرتها الدولة المسلمة ، وصدرت من أهل الاختصاص ، بل تصير واجبة عندئذ لقوله تعالى يَا أَيُُّهَا الذَّينَ آمَنُوا أَطِيعُوْا الله وَأَطِيعُوْا الرَّسُولَ .وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ
ثانيا : الذي اعتدناه من هذه الفرقة الضالة أنها تحسن الاصطياد في الماء العكر ، والمتاجرة بقضايا الأمة (كقضية فلسطين وسب الرسول) واستثمارها لصالح الخرب والأغراض السياسية الخاصة بهم حسب قواعد اللعبة الديمقراطية الذي تبناها هؤلاء .
ثالثا : التستر في الفتوى خلف بعض الذين لهم قبول لدى الناس كالجبرين ، وإخفاء الأسماء الحقيقية خلف هذه الورقة : فمن المعلوم أن الذين تبنوا هذه الأفاعيل هم رموز الإخوان المفلسين ( من خير ) وعلى رأسهم د/ يوسف القرضاوي .
رابعا : إن تكلم الناس جميعا في قضية الولاء والبراء ، فآخر من يتكلم فيها هم ( الإخوان ) وفي مقدمتهم " القرضاوي نفسه" وإليك الأدلة من مواقفهم ومناهجهم
أين الولاء والبراء عند القرضاوي : وهو الذي يدعوا إلى محبة ومودة الكفار من أهل الكتاب ؟! مقررا ذلك في أكثر من كتاب ! ككتابه ( الإسلام والغرب ) وكتابه ( غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ) .
فيقول:
(الادعاء بأن الإسلام يحمل روحا عدائية لمخالفيه لاشك أن هذا ادعاء باطل !!) ( إننا لا نضمر عداوة الشعب الأمريكي مهما اختلفنا مع نظامه الحاكم !! ) ( ويطالب بكسر حواجز العقد النفسية التي سببتها ( الحروب ) في زمن ( خالد بن الوليد ) ( وصلاح الدين ) (ومحمد الفاتح ) فلا بد من التحرر من هذه العقد من كلا الطرفين !!)
( إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية ولكنها اقتصادية !! ) تبعا لأستاذه حسن البنا ( ينادي بمحبة كفار أهل الكتاب ومودتهم قياسا على إباحة التزوج من الكتابية !! ) فأين الولاء والبراء عند هؤلاء ؟!
لَاوالله تعالى يقول تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ ويقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَحَادَّ الله وَرَسُولَهُ آمَنُوْا لَا تَتَّخِذُوْا عَدُوِّي وَعَدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) وقال أيضا ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ... ) الآية ، وقال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ...) الآية ، وقال عز وجل ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم واللذين معه ...) الآية
2- وأين الولاء والبراء الذي يرتكزون عليه في هذه الوريقة الباطلة : وشيخهم الأكبر مفتيهم المفضل يدعوا إلى التقارب بين الأديان ؟! مهما جملوها بالمصطلحات الزائفة ، قال : (( لقد دعوت شخصيا إلى هذا الحوار في كتابي أولويات الحركة الإسلامية ، دعوت إلى الحوار مع الغرب والحوار على المستوى الديني مع رجال الدين من الكرادلة والأساقفة والقسس وإلى الحوار السياسي أيضا ... كما حاول هذا د/ حسن الترابي !! بل ويفتخر بذلك ويقول : ((حضرت هذا العام شهر مايو مؤتمرا في موسكو وكان حول ( الإسلام والتفاهم بين الديانات والشعوب الأخرى ) وشارك فيه مسيحيون ويهود وغيرهم من أرباب الديانات الأخرى !! وفي آخر الصيف حضرت حفلا تكريميًا للقاء المسيحيين وبعض المسلمين نظمه مجلس الكنائس للشرق الأوسط ) جريدة الشرق الأوسط عدد 2789 .
بل وصل به الأمر إلى حد الخزي والذلة والمسكنة مع الكفار إلى الحد الذي يكتفي فيه بمجرد أن يعترف الغرب بحق المسلمين في الوجود ! ( الإسلام والغرب ، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ) (من جهتنا ( نحن المسلمين ) مستعدون للتقارب ، المهم أيضا أن يكون عند الآخرين مثل هذه الروح فيعاملوننا بمثل ما نعاملهم به ، ويتقربون منا بقدر ما نتقرب منهم ) ( الإسلام والغرب ص 18 )
3- أين الولاء والبراء عند من يدعوا إلى ترك الجهاد لإخراج الناس من عبودية العباد فيقول : (إن بعض الناس يقولون : تريدون أن تحاوروا المسيحيين وغيرهم وصولا إلى السلام العالمي ؟ نقول نعم ! لماذا لا ؟ يقول - أي المعترض على الإخوان - : إن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم الجهاد وليس السلام ، وهذا رأي موجود لكن لا نلتزم به !! ) وهو في كل ذلك متأثر أكبر الأثر بأستاذه حسن البنا باعترافه بذلك في تقاربه مع كل الملل والنحل !! ويعتبره أنه كان أمة ؟! وهذا غلوا مفضوح ! ويقول : ( الجهاد للدفاع .. وليس لغزو العالم كما يصوره بعض الناس !!! )
4- أين قضية القدس التي يتاجرون بها لخداع السذج وحسني النيات: وهذا شيخهم المبجل وصنهم "هبل" ينادي بأن تكون القدس للأديان كلها فيقول : (في اللقاء الذي تم في هذا الصيف ونظمه مجلس كنائس الشرق الأوسط مع بعض الإسلاميين تم الاتفاق على أشياء مشتركة منها قضية القدس وقال الجميع : إن هذه القضية ينبغي أن يقف فيها ( العالم الإسلامي والعالم المسيحي ) وقفة واحدة حتى تعود القدس عربية إسلامية ، وهي في هذه الحالة للعالم كله وللأديان كلها ، وهذا ما ينبغي أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا المسيحيين فيه ، هذا هو الحوار الإسلامي المسيحي الذي أدعوا إليه وأومن به ولا أجد حرجا فيه ) جريدة السودان عدد 31 بتاريخ 29 مايو 1995
والجواب "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" !!
فتوى اللجنة الدائمة رقم 19402 : إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن الإسلام فإنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ، فترضى بالكفر بالله وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع الشرائع والأديان وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعا محرمة قطعا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .
5- أين الولاء والبراء وأين نصرة الرسول وهم يتقاربون مع من يكفر جميع أصحاب الرسول إلا نفرا بل يفضل الأئمة على الرسول ، فأين الغيرة ؟! فها هو "البنا" يدعوا للتقريب مع الروافض الكفرة ويستضيف رموزهم في المركز العام للإخوان وها هو القرضاوي يحضر احتفالا بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الطاغوت الخميني ، الذي يكفر أبا بكر وعمر ويدعوا في أوراده عليهما صباحا ومساء بقوله "اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وابنتيهما ..." الخميني : الذي يقول : إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ! الخميني القائل : إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن ! والقائل : إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون !! بل يدعي أنه نجح في تكوين الدولة !!الإسلامية التي عجز عنها رسول الله
كل هذا والقرضاوي والإخوان يسارعون في مرضاة هؤلاء الروافض ويحضر قرضاويهم الذكرى السابعة لرحيل الإمام (!) الذي نظمته السفارة الإيرانية !! فأين الولاء والبراء !!
وأين التباكي على الإسلام وعلى رسول الإسلام إنه سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) أين نصرة رسول الله ؟ لقد حولها هؤلاء المفلسون الذين يتاجرون بها فقط من باب الدعاية الحزبية ، حولوها إلى رماد اشتدت به الريح في يوم عاصف !!
6- وفي الوقت الذي يحرم فيه هؤلاء ( الكنتاكي والبيبسي والإريال ) وهذه أمور لم يحرمها الله ولا رسوله – يحللون ذبائح الكفار من غير أهل الكتاب ، كالمجوس خلافا لإجماع الأمة!! كما أحلها فقيههم !وأجاز القرضاوي ( للجندي المسلم الأمريكي) بأن يقتل ( الجندي المسلم الأفغاني )لكيلا يتهم بعدم الوطنية !! فيحل دم المسلم الحرام ، ويحرم شرب ( البيبسي كولا ) ( إن هذا لشيء عجاب ) !! ويجيز للمسلمة أن تبقى تحت زوج كافر ، حتى لا يقال الإسلام يهدم الأسرة !!
7- يقولون "قاطع عدوك وانصر نبيك" أكذب الناس فيها هم الإخوان "قاطع عدوك" فإنهم يتشبهون بأعداء الله في كثير من أسس دعوتهم "المظاهرات" ، "المسيرات" ، "الاعتصامات" ، "الإضرابات" ، "المسلسلات" ، "الحزبيات" ، فأين صوت الشعارات ؟! وهل هم يقاطعون وهم الذين يقربون ويتقاربون مع كفار الأرض ؟ حتى ميعوا الإسلام وضيعوه ، لو نظر أحدهم في ساعة يده ، وفي الحذاء الذي في رجله ، والقلم الذي بين أصابعه ، والسيارة ... ."وانصر نبيك" ! "إن تنصروا الله ينصركم" ، "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" فأين نصركم لرسول الله أيها ( الإخوان المفلسون ) وهو يدعوكم : أعفوا اللحى ! وأنتم تتقربون إلى الله بحلقها وتهذيبها !
ويقول (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون المعازف )) وأنتم تبيحونها بل تتقربون إلى الله بها في أناشيدكم الإخوانية ..
ولم تهتدوا بهديه في تبني الدعوة إلى توحيد الإلهية كأولى الأولويات !أين نصركم للرسول
إذا رفع الناس هذا الشعار فآخر من يرفعه الإخوان الذين أفلسوا من كل شيء إلا من الجعجعات الفارغة والشعارات الكاذبة والدعاوي العريضة والهتافات الحماسية "الإسلام هو الحل" وهم ف حقيقة أمرهم لا يطبقون ذلك ، وإنما شعارات لكسب تعاطف الشباب الصغار وهم في الحقيقة ينادون بأن "منهج الإخوان هو الحل "!
8- وما ذنب شركات المسلمين أو ذميين لهم عقد الأمان عقد الذمة لم يسبوا ولم يفعلوا شيئا فما ذنب هؤلاء الذين سقطت شركاتهم وخربت بيوتهم ثم ظهر أنهم مسلمون أو ذميون آمنون ؟!
فالحذر الحذر يا شباب من مكر الخوان ، ودجل الإخوان ، ودهاء هؤلاء الساسة ، الذين يسوقونكم بعاطفة الحماسة .
وعليكم بالعلم النافع ، والهدى القاصد ، وسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين ، والسلف الصالحين ، لا يلهينكم عنه سمار أحزاب ، ينفخ في ميزاب ، ولا داعية انتخاب ، في المجامع صخاب ، ولا يلفتنكم عنه معلل بسراب ، ولا حاو بجراب ، ولا عاو في خراب ، يأتم بغراب ، فإنه مشعوذ خلاب ، وساحر كذاب .
يا شباب الإسلام ويا حراس العقيدة إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة ، وانصعتم إلى هؤلاء العواة خسرتم أنفسكم ، وخسرتكم أمتكم ، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا ، ولات ساعة مندم .
أحبابنا فلتسمعوا مـني النصيحة والـعتـاب
من مخلص في حبكم يرجوا لكم حسن الثواب
يخشى على هذي الوجوه من الحميم من العذاب
أحبابنـا لا تغضبوا فالحق أولـى أن يجـاب
"فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد "
وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين

وكتبه فضيلة الشيخ:
أبو طارق محمود بن محفوظ ..
...........................
موقع الشيخ حفظة الله تعالي
http://mahfoouz.com/index.html)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قولت أنا ‪#‎abou゚moaz‬
(أنَّ هذه الرسالةقد صنفها الشيخ حفظه الله تعالي, قبل ثورة25 يناير الاولي بسنوات) ..

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق